جاء في “المركزية”:
أكد الرئيس فؤاد السنيورة ان “اعتزال الانتخابات يعني استحالة أي إصلاح للواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم”، سائلا “ماذا يعني أن يسيطر حزب الله وحلفاؤه على أكثرية ميثاقية- كما يسميها هو- للمجلس النيابي؟ وهو الأمر الذي يطمح إلى تحقيقه اليوم، وذلك بعدما حقق في انتخابات 2018 الأكثرية المطلقة في مجلس النواب”. وقال امس “هل في ظل سيطرة حزب الله هناك أي إمكانية لأي إنقاذ وإصلاح ونهوض للبنان بعدما جرى إيقاعه في هذه اللجة العميقة: دولة مخطوفة، واقتصاد منهار بالكامل”. وكشف ان بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته في الحياة السياسية “سألنا انفسنا، هل الغياب عن المجلس النيابي، مركز التشريع، ومنطلق أي إصلاح وإنقاذ هو ما يجب اعتماده؟ وكان الجواب القاطع، أننا إذا اتبعنا هذا الطريق، فيعني بشكل واضح لا لبس فيه، أننا نسلم لبنان ومستقبله لحزب الله وحلفائه، ولإيران ومخططاتها في توسيع هيمنتها على المنطقة العربية، وأننا بذلك أيضا نسهم بتدمير علاقات لبنان ومصالحه مع الأشقاء العرب، ومع الأصدقاء في العالم، فاعتزال الانتخابات يعني استحالة أي إصلاح للواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يبذل الرئيس السنيورة مجهودا مضنيا لاستنهاض القواعد السنية وحثها على المشاركة في الانتخابات. فالقلق كبير من ان تؤدي المقاطعة الى فتح الساحة السنية امام حزب الله والسنة الذين يدورون في فلكه، اي ان تكون الخطوة التي ارادها الحريري للدفع في اتجاه تطويق نفوذ الحزب، ذات مفاعيل عكسية، فتقوّي الحزبَ اكثر وتُمدّد نفوذه في البيئات التي كانت لا تزال عصية عليه… السنيورة يركز على هذه الفكرة في كل لقاءاته وهو لا ينشط فقط في بيروت عبر اللائحة المدعومة منه اي لائحة “بيروت تواجه”، بل يعمل في اكثر من منطقة داعيا الى رص الصف مع القوى السيادية والى الاقتراع لها بكثافة، والا خسر السنّة وخسر لبنان وربح حزب الله…
الا ان السنيورة ليس وحيدا في هذه المهمة. فبحسب المصادر، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ليس بعيدا من جو الحث على المشاركة، بل على العكس، فهو اعلن موقفه في هذا الشأن بوضوح في كلمة علنية وجهها الى اللبنانيين عموما والسنة خصوصا منذ اسابيع. كما ان عاملا آخر وازنا دخل على هذا الخط منذ ايام ايضا، تمثل في عودة وزراء دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت. وفي وقت استضاف السنيورة امس السفراء الى مائدة افطار، اتصل البخاري بالسنيورة ابان وصوله الى لبنان كما وزار دريان وايضا معراب، والدبلوماسي يريد ايضا من هذه الحركة كلها، توجيه رسالة الى الشارع السني، بضرورة دعم الخط السيادي والمضي قدما في القيام بواجباته الوطنيّة والانتخابية…
فهل تؤتي كل هذه الحركة ثمارها ويشارك السنة كما يجب في الاستحقاق، فيكونون البيضة الذهبية التي ترجح كفة الفريق السيادي في وجه كفة فريق حزب الله و٨ آذار؟ وهل يمكن ان يولّد مركب الموت الذي غرق في طرابلس ردة فعل انتقامية في الصناديق ام انه سيضرب عزيمة الشارع السني مجددا، فيحجم عن المشاركة في الانتخابات؟