Site icon IMLebanon

الـ”social media” تنقذ فتى المنصوري المفقود

كتب بلال قشمر في “الأخبار”:

بعد أن فُقد ليل السبت الماضي في مدينة صور، عُثر ليل أمس الثلاثاء على الفتى جواد مهدي (13 عاماً) في بيروت. وأُعيد إلى منزل ذويه في المنصوري (قضاء صور) بالتنسيق مع القوى الأمنية التي تستكمل التحقيق معه لمعرفة ملابسات اختفائه. وفيما لا تزال جريمة فقدان أم وبناتها الثلاثة في أنصار ومقتلهن ماثلة في الأذهان، تجنّدت وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذ جواد من مصير مماثل. وانطلقت رحلة البحث عنه عبر نشر صوره وتوزيع رقم هاتف والده لإبلاغه عن مصير ابنه المفقود. وكان والده اسماعيل مهدي قد أبلغ القوى الأمنية عن اختفاء نجله واستنجد بـ«السوشيل ميديا» لتعميم صوره أملاً بأن يتعرّف إليه أحد. وهذا ما حصل ليل أمس عندما شاهده أحد أبناء المنصوري بالقرب من مطار بيروت، بعدما كان قد اطّلع على حملة البحث عنه، فتواصل مع عائلته وأعاده إليهم.

وفق مصادر مواكبة، اعتادت والدة الفتى جواد على خروج ابنها من المنزل مساء كلّ يوم بعد الإفطار للسهر مع أصدقائه داخل بلدة المنصوري قبل أن يعود عند منتصف الليل. لكنّ جواد لم يعد ليل السبت إلى المنزل لتبدأ مهمة البحث الميداني عنه في البلدة بالتزامن مع إطلاق حملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإبلاغ القوى الأمنية عن فقدانه.

الرواية الأولى عن جواد أتت من عدد من شبان بلدة المنصوري الذين شاهدوه على الكورنيش البحري لمدينة صور قرابة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل أول أمس وكانت بقربه فتاتان من التابعية السورية تبيعان الورد، وعندما سأله من شاهده ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر قال: أنا أتيت مع والدي وهو يسهر في أحد المطاعم في صور .

مخابرات الجيش بدأت التحقيق في الرواية التي أوصلتها إلى دهم منزل الفتاتين قرب محلة دوار البص. وبالتحقيق معهما، أفادت إحداهما بأنّه ذهب برفقة شابين سوريين إلى بيروت. فتحرّكت استخبارات الجيش للعثور عليهما واعتقلتهما في صيدا. وبالتحقيق معهما، أفادا بأنّهما اتفقا مع جواد على تمضية وقت مع صديقات واصطحباه إلى أحد الفنادق في بيروت التي رفضت إدارته إدخاله لأنه قاصر. ثم توجّها به إلى جونيه للبحث عن فندق آخر يسمح بدخوله. لكن بعد أن اكتشف السوريّان أنّ قضية اختفائه منتشرة على وسائل التواصل، تركاه في جونيه بحجة أنهما مضطران للعودة إلى صور.

وبالتزامن، كثّفت استخبارات الجيش والأجهزة الأمنية عمليات البحث عن جواد في مقابل استنفار ذويه وأبناء بلدته، قبل أن يشاهده أحدهم في بيروت ويعيده إلى عائلته.