رأى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أن “المعركة الانتخابية ليست متكافئة أبداً”، مضيفاً أنه «في نهاية المطاف نخوض معركة سياسية، «حزب الله» حزب مسلح، نعم، لكن نأمل أن يكون لهذا الصوت السياسي حضور وازن في المجلس النيابي المقبل لكي نقول لـ«حزب الله» وغيره من جماعات محور الممانعة ولسوريا وإيران ان الأمور لا يمكن أن تدار بهذه الطريقة».
ولفت جنبلاط في حديث لجريدة “القبس”، إلى أنه «مرات عديدة جرت محاولات لإلغاء وليد جنبلاط قبل 7 أيار 2008 بكثير، حاولوا الغاء آل جنبلاط في 1977 عندما اغتالوا كمال جنبلاط، وبقينا وصمدنا. وسنبقى هذه المرة أيضاً».
وقال انه دائماً يعتمد الحوار مع «حزب الله»، لأنه لا بديل من هذا الحوار، أما بالنسبة للهجوم على الرئيس عون فلا ينبع من منطلقات شخصية، وإنما «بسبب إنجازاته الكارثية»، مضيفاً: «لم ينتج من عهد عون سوى كوارث، وعدم قدرته على إزاحة رموز مسيئة لعهده وتصحيح العهد، العهد انتهى.. ليس لنا سوى الانتظار على أمل ان يأتينا رئيس جمهورية مقبول وألا تأتينا كارثة جديدة اذا ما جدد لأحد من حاشيته».
وعن تصوره للرئيس المقبل، أجاب جنبلاط بأنه ليس نائبا في البرلمان كي ينتخب، فالنائب تيمور جنبلاط هو من سيختار، معتبرا ان «المهم أن يكون هناك رئيس لبناني لا رئيس أداة بيد السوري والإيراني».
وبسؤاله عن أن أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله بات من يقرر من هو رئيس الجمهورية في لبنان، قال جنبلاط: “نعم، الدول تقرر، وحسن نصرالله يقرر، فالرئاسة في لبنان كانت دائما نتيجة مسار دولي، لكن من الأفضل أن يقرر الشعب اللبناني من يكون رئيسه”.
وعن دور النظام السوري في المعركة الانتخابية، وموقف موسكو، أكد أن «هناك دورا سوريا بالطبع، مع إيران، لكن موسكو بعيدة وتستقبل كل الناس».
وأردف قائلاً: «سبق وقمت بزيارة إلى موسكو والتقيت مسؤولين روس قبل الحرب على أوكرانيا. اليوم، الأوضاع مختلفة. هناك حرب شبه كونية والعالم كله تغير بعد الحرب الروسية الأوكرانية ولا أحد يعرف اليوم كيف ستنتهي هذه الحرب.. قد يظن البعض أن الغرب يسعى لاحتضان الشعب الأوكراني وحقوقه، وهذا في رأيي غير صحيح. ما أعرفه أن شكل العالم بعد السلم الذي أعقب هزيمة النازية في 1945 لم يعد كما هو».
وعن تفسيره لعلاقته الثابتة برئيس مجلس النواب نبيه بري، شدد على أن «هناك حليفا واحدا، أو بالأحرى صديقا، هو الرئيس بري، يكفي أننا قاتلنا سوياً في المعركة القومية والوطنية واسقطنا اتفاق 17 أيار (اتفاق السلام مع الكيان الصهيوني) وهذا شرف لنا».
وأوضح ان كلامه عن وجود حليف واحد هو بري لا يعني استبعاد زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، مضيفاً: «الحريري موجود ولكن في مرحلة اسقاط اتفاق 17 أيار لم يكن سعد الحريري، بل والده الشهيد رفيق الحريري الذي ساهم على طريقته في إسقاط الاتفاق، لكن فعليا ونضالياً كنت والرئيس بري والحركة الوطنية».
وطمأن جنبلاط إلى أن الاستحقاق الديمقراطي سيحدث رغم الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان أخيراً شمالاً وجنوباً، مؤكداً ان لا خوف على الانتخابات وهي ستحصل، وفاجعة غرق زورق طرابلس هي نتيجة لليأس العارم الذي يتخبط فيه أبناء الشمال واللبنانيون عموما. وأضاف: «نتحدث عن زوارق تحمل اللاجئين إلى قبرص والغرب وننسى الحالة الاقتصادية والانهيار وعدم رغبة بعض المكونات في الشروع في الإصلاح». وفي السياق، أستغرب موقف حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وسواهم ممن يمتنعون عن إقرار قانون الكابيتال كونترول، أتساءل لماذا؟، مردفاً: «لسبب بسيط: يبدو أن جميعهم تحت إمرة جمعية المصارف».
وحول توقعه لأي مفاجآت في نتيجة الانتخابات النيابية، قال جنبلاط: «فلننتظر ونشاهد».