Site icon IMLebanon

سينتيا خليفة: تنمّروا عليّ لأنني امرأة عربية!

كتب محمد أحمد في “العربية”:

الحلم دائما صديقها، فهي تحلم دائما لأن لديها العديد من المقومات التي تساعدها في أن تكون ممثلة شاملة، فهي تغني وترقص إلى جانب تمثيلها ليس بالعربية فقط بل بلغات أخري أيضا.

وعلى الرغم من بداية تحقيقها حلمها بأن تكون ممثلة في أعمال عالمية سواء في هوليوود أو خارجها، لكنها كانت تسعى أيضا للعمل في هوليوود الشرق كأحد أحلامها والذي بدأت في محاولات لتحقيقه منذ عامين تقريبا.

إنها اللبنانية سينتيا خليفة التي تقدم دور “ماهيتاب” مدربة “اليوغا” وهي شخصية مرحة ولطيفة في مسلسل “دايما عامر” والذي عرض في الموسم الرمضاني، بعدما قدمت أدواراً درامية شريرة العام الماضي في مسلسلي “حرب أهلية” مع يسرا، و”ضد الكسر” مع نيللي كريم.. لذلك أكدت في حوارها مع “العربية.نت” أنه عندما عرض عليها هذا الدور كان بمثابة طوق النجاة لتخفف جرعة الشر التي قدمتها العام الماضي.

عمل مختلف ودور جديد.. ما الذي شجعك للعمل في مسلسل “دايما عامر”؟

أعجبت بالدور فور ترشيحي للعمل، لأنه نوعية مختلفة لم أقدمها من قبل، والحقيقة التحدي والتغيير شجعاني على المشاركة في مسلسل “دايماً عامر” بشخصية “ماهيتاب” مدرسة “اليوغا”، حتى أثبت للجميع قدرتي على تجسيد أي شخصية أو دور يعرض علي، خاصة أن المسلسل له طابع كوميدي. ولقد كنت أتمنى تقديم هذه النوعية من الأعمال خاصة وأنه يحمل العديد من القضايا والرسائل الإنسانية ويطرح منها التّنمر والبهاق والتفرقة الطبقية، الطلاب ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع ومساعدته.

وهل كان هناك تحضيرات معينة للشخصية؟

تفاجأت أثناء التحضير للشخصيّة أنها غاية في الصعوبة، فلقد احتجت العودة لأيام الدراسة، ولكني اكتشفت تغيرا كبيرا في المدارس مقارنة بالفترة التي قضيتها في مدرستي.. كنت أبحث عن حياة المدرسين داخل المدارس المصرية، خاصة أنني ليس لدي أطفال حتى أتعرف على حياة المدرسين داخل جدران المدارس التي يتواجدون بها، وفي نفس الوقت مدرستي كانت في بيروت.

أما بالنسبة لليوغا، فلقد كان لي تجارب معها سابقا، إضافة إلى أني جلست مع مجموعة من مدرسي اليوغا فى المدارس الدولية لكى أتعرف على طريقة تعاملهم مع الطلبة وكيفية علاج ما يعانون منه من خلال ممارسة اليوغا. فأنا لم أقم بدراستها من قبل، كما كان يوجد مدرب أيضا معنا فى التصوير يعلمنا الحركات التى شاهدناها على الشاشة، فلم أكن أتوقع تفاعل الطلاب معي بذلك الشكل، والحقيقة التحضير للشخصية كان ممتعا.

وهل هناك تشابه بين شخصيتك الحقيقية وبين ماهيتاب؟

بالفعل هي أقرب إلى شخصيتي وتشبه روحي في الواقع بخلاف أدواري السابقة، وهذا ما جعلني هذا الموسم قريبة من الجمهور كما وصلني، فأنا أحاول تنويع أدواري وطريقتي في تجسيد أي دور مهما بلغت صعوبته أو بساطته. فالشخصية مكتوبة بشكل لذيذ، وحاولت أن أظهرها بصورة خفيفة الظل أكثر، فهي فتاة تحب الحيوانات، طيبة وتحب الضحك والمرح، والحقيقة لقد كانت ردود الأفعال رائعة، كما وصلني العديد من الرسائل من طلاب الذين تعرضوا للتنمر فى المدرسة سواء من الطلاب أو المدرسين معهم، فأكبر المشاكل التى نواجهها فى المدارس وليس فى مصر فقط هو التنمر.

والتنمر والبهاق مشكلتان كان لك دور في تقديمهما في العمل، فكيف وجدتي تصوير ذلك المشهد؟

اكتشفت أن أي مشهد يوجد به إحساس عال غالبا ما يتم تصويره مرة واحدة “One Shot” وتأثرت جدا بهذا المشهد، واعتقدت وقتها أن البنت تعاني بالفعل من مرض “البهاق” ولكن اكتشفت في النهاية بأنها ممثلة، فلقد تقربت منها في الكواليس ولم أكن أريد أن أسألها عن البهاق، ولكني تعلقت بها وتأثرت بالمشاهد بيننا، وأعلم أن هناك من يخشى التعامل مع مرضى البهاق خوفا من انتقال العدوى، لكن هذا المرض غير معد فمن الممكن أن يصاب به أي إنسان في أي سن وأي مكان، ولا يمكن السيطرة عليه، وهناك صعوبة في إخفائه، وهو أمر مؤذٍ على المستوى النفسي.

هل تعرضت للتنمر من قبل؟

تعرضت للتنمر، ولكن ليس فى المدرسة، كنت كبيرة وأعمل فى فرنسا تعرضت هناك للتنمر، كامرأة عربية وسط مجموعة من الأجانب، فعندما سافرت لفرنسا للمشاركة في برنامج تلفزيوني يتطلب أن نجلس لمدة طويلة في الغابة، وقتها شعرت ماذا تعني كلمة تنمر، رغم أنني كنت كبيرة، فهذا حدث قبل 4 أعوام تقريبا، وأثر علي، فلقد تنمروا عليّ لأنني امرأة عربية، وتأثرت بعد انتهاء البرنامج بصورة لم أكن أتخيلها، فما بالك لو تعرض طفل لنفس الأمر وهو في سن صغيرة، سيكون الأمر مؤذيا لشخصيته جدا.

كيف كانت كواليس العمل، خاصة وأن مشاهد كثيرة منه كانت تحتاج للسفر في أماكن مختلفة؟

السفر كان متعباً لأن عدد المتواجدين كثير، وبالأخص الطلبة المتواجدون معنا كان عددهم كبيراً، ولكن الروح الكوميدية التي ظهرت على الشاشة كانت تتواجد في كواليس التصوير وكانت مسيطرة بشدة، فهي مغامرةمدتها 5 شهور سعدنا فيها بشدة.

وكيف وجدتي العمل مع مصطفى شعبان ولبلبة ومجدي الهواري وباقي فريق العمل؟

مصطفى شعبان كوميدي بحت ليس فقط على الشاشة، ولكن في الحياة طوال الوقت، فهو صاحب روح مرحة”، أما الأستاذة لبلبة فهي تشبه الطفل الصغير في ملامحها وطريقتها، وروحها المرحة ونكتها كانت في الكواليس جميلة جدا، أما المخرج مجدى الهواري فبذل مجهودا كبيرا لكى يخرج هذا العمل بهذا الشكل المميز واستعان بخبرات الكثير من مدرسي مدارس أبنائه فى العديد من الأمور وسهل لنا هذا الكثير فى أحداث العمل.

وهل اللهجة المصرية كانت عائقا أمامك؟

العام الماضي عانيت بشدة من هذا الأمر وكان عندي تحدٍ كبير في التغلب على هذه المشكلة، وعندما وصلني مسلسلين أحضرت مُعلماً قام بتسجيل كلامي في كل مشاهد المسلسلين، وظللت أستمع له لمدة أربعة أيام في كل مكان من بداية اليوم وحتى نهايته، بالإضافة إلى استماعي للموسيقى والأغاني المصرية وكذلك الأفلام، ومن هنا تمكنت من إتقان اللهجة المصرية، هذا بالإضافة إلى عامين قضيتهما هنا، وتعاملي مع أصدقائي المصريين.

ماذا عن جديدك في السينما؟

هو فيلم أميركي يحمل اسم “إجازة سيسيليا”، ويتم تصويره في إيطاليا، وأقدم فيه دور فتاة لبنانية تهرب من ظروف الحرب والثورة المحيطة بها وهوايتها هي الغناء، ولكن لم تكن معها أموال لتدخل المعهد وتدرس الموسيقى، فتهرب إلى سيسيليا وتعمل هناك كنادلة في أحد المطاعم. وأتمنى أن أراه في مهرجانات عربية، وأنا أسعى لأن يتم عرضه في مهرجان مصري كبير وهذا هو هدفي، فأنا أحلم بأن أمشي على السجادة الحمراء لمهرجان مصري كبير كبطلة لأحد الأفلام المشاركة في المهرجان وليس لكوني ضيفة فقط.