IMLebanon

وسط إقبال قوي.. لبنانيو السعودية يستعدون للانتخابات!

كتب كميل بو روفايل في “النهار”:

بدأ العد العكسي للانتخابات النيابية، التي سيفتتحها المغتربون بعد 3 أيّام، في الـ6 من أيّار، في الدول التي تعتمد نهار الجمعة يوم عطلة أسبوعيّة، ومنها السعودية وقطر والكويت وسوريا والعراق، حيث بدأت الأنظار تتّجه إلى مدى استعداد السفارات لليوم الانتخابيّ، الذي يأتي بعد موجه هجرة لبنانية ضخمة، تلت أسوأ انهيار اقتصاديّ لم يستطع المجلس النيابي الحالي ولا الحكومات المتعاقبة لجمَه.

وللاطلاع على مدى جاهزية السفارات، أخذنا التحضيرات للانتخابات في السعودية نموذجاً، فأجاب السفير اللبناني في الرياض فوزي كبارة “النهار” بأنّ “السفارة تعمل بشكل متواصل لإنجاح العملية الانتخابية، ووضعت الآليّة اللوجيستية التي من شأنها أن تنظّم توافد الأعداد الكبيرة من النّاخبين المرتقب مجيئهم للإدلاء بأصواتهم”، بالرغم من أنّ كبارة أشار في معرض حديثه إلى مشكلة قد تؤدّي إلى تراجع نسبة الاقتراع في البلدان التي تعتمد نهار الجمعة نهاية للأسبوع، ويوم عطلة، بسبب توقيت اليوم الانتخابي في 6 أيار (ضمن أيّام عطلة عيد الفطر)، في الوقت الذي استغلّت فيه أعدادٌ من اللبنانيين العطلة لزيارة لبنان وأقاربهم أو السفر للسياحة، فيما الانتخابات ستحصل يوم الجمعة، والعطلة ستنتهي يوم السبت.

لكن سفيرنا في الرياض توقّع أن تصل نسبة الاقتراع إلى الـ70 في المئة، خاصّة أن قسماً من الناخبين سيعود يوم الجمعة أو مساء الخميس. وإذا كان لبنانيّون في السعودية قد طلبوا تأجيل الانتخابات إلى ما بعد يوم العيد، إلّا أنّ كبارة أكّد لـ”النهار” أنّ هذا الموضوع كان متعذراً.

وبالنسبة إلى أعداد الناخبين المسجّلين في السعودية، لفت كبارة إلى أنّ “هناك نحو 9 آلاف ناخب في الرياض، ونحو 4 آلاف و500 ناخب في جدّة”. وقد عملت السفارة على تنظيم العملية الانتخابية عبر تقسيم باحاتها في الرياض إلى “20 قلماً، وهو الحدّ الأقصى المسموح به”. ونظراً إلى أن السفارة ستواجه صعوبة كبيرة في حال توافد الناخبون في وقت واحد إلى مركزها، لكونه صغيراً، ولا يتّسع للأعداد الكبيرة المرتقب مجيئها، قال كبارة: “قسّمنا الغرف في المبنى، وصمّمنا غرف انتظار خارجيّة… ووضعنا خارجها خيمة مجهّزة مع تبريد، وهي مصمّمة للانتظار”.

وأضاف أنّ “هناك خيمة أخرى على مدخل السفارة، لأغراض التسجيل ومساعدة الناخبين والتفتيش”.

وفي التفاصيل، ستُنظّم عملية الدخول من خلال ثلاثة مداخل، كلّ واحد منها له لون يُميّزه. ولدى وصول الناخب سيحصل على بطاقة تُرشده إلى المدخل المخصّص له، والقلم الخاص به. أما بالنسبة إلى فريق العمل، ففي كلّ قلم يجب أن يكون هناك رئيس وكاتب ومعاون، أي سيكون هناك 60 شخصاً ينظّمون العملية الانتخابية في داخل الأقلام، منهم من تطوّع، ومنهم من ستدفع له الدولة بدل خدماته. وهناك ما يتجاوز الـ20 متطوعاً إضافياً في السفارة لتنظيم العملية الانتخابية.

وعلى صعيد تكلفة الانتخابات في السّفارة، أوضح كبارة بأنّه “تمّ تخصيص ميزانية للانتخابات، لكنّ بعض أفراد الجالية قدّموا هبات، مثل مولّدات الكهرباء، ولوازم التقسيمات اللوجيستية في الداخل، وهناك مصاريف أخرى تكبّدتها السفارة”.

بدوره، قال رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية ربيع الأمين لـ”النهار” إنّ “بعض التحديات ستواجه السفارة خلال الانتخابات، على الصعيد اللوجستي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إجازة العيد التي تنتهي منتصف ليل السبت، وليس بإمكان جميع مَن سافر العودة إلى السعودية قبل موعد الانتخابات. فهذا التحدّي سيؤثر على أرقام الاقتراع. ونحن كمجلس تنفيذيين لبنانيين دعونا الناخبين إلى اختصار إجازاتهم كي يكون هناك أكبر نسبة تصويت. وبطبيعة الحال، مَن تسجّل لديه نيّة الانتخاب، ونتوقّع أن تكون نسبة التصويت مرتفعة”.

وشدّد الأمين على أنّ “السفارة في الرياض ستواجه مشكلة في طريقة تنظيم تصويت 9 آلاف شخص، بالإضافة إلى تحدّيات وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع. وقد يكون بعض الناخبين خارج الرياض وخارج جدّة، خاصّة في المنطقة الشرقية من السعودية؛ الأمر الذي يؤدّي إلى صعوبة كبيرة في وصولهم إلى مركزَي الاقتراع في جدّة والرياض”.

ولفت إلى “أنّنا كأبناء الجالية شجّعنا الجيل الشاب على المشاركة في تنظيم العملية الانتخابية”، مشيراً إلى أنّ “لهذه الانتخابات رمزيّتها، خاصّة أنها تأتي من بعد المقاطعة، والاتجاه العام هو أنّ التصويت سيتركّز على المرشّحين الذين لم يتعرّضوا للعلاقات الطيّبة مع السّعودية”.

ستحصل انتخابات المغتربين في 59 بلداً حول العالم، الدّفعة الأولى في 6 أيار بـ10 دول، والثانية في 8 أيار في تلك الدول التي تعتمد نهار الأحد يوم عطلة أسبوعيّة.