Site icon IMLebanon

هل بدأ “الحزب” يشعر بالحصار ويعيد حساباته؟

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

تؤكد مصادر سياسية رفيعة في مجلس خاص أن “حزب الله” بدأ يعيد قراءة المشهدين السياسي والانتخابي في ظل التطورات المتسارعة على أكثر من صعيد.

ففي حين تلقّف البطريرك الماروني بسرعة قياسية كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حول الاستعدادات جنوباً فدعا سيّد بكركي إلى تهدئة الأوضاع في الجنوب، عاجل مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان المعنيين بموقف عالي النبرة حذّر فيه من خطورة مقاطعة الانتخابات ودعا إلى المشاركة بكثافة، ما يعيد خلط الأوراق بالنسبة لـ”حزب الله” الذي كان ارتاح لانسحاب الرئيس سعد الحريري من المعركة ودعوة تيار المستقبل إلى المقاطعة ما كان ليفسح الباب واسعاً أمام توسّع الحزب في الساحة السنية.

هكذا وبحسب المصادر السياسية الرفيعة فإن “حزب الله” يعيد حساباته وبالأرقام فيما يتعلق بالنتائج المحتملة للانتخابات النيابية في ظل توجّسه من إمكانية عدم نيله وحلفائه الأكثرية المطلوبة في المجلس الجديد ما يعيد خلط كل الأوراق السياسية والحكومية والرئاسية، وهو ما لا يمكن للحزب أن يتساهل حياله ويفترض به إعادة النظر بكل الملف الانتخابي من كل جوانبه.

ولا تُغفل المصادر التأكيد أن الجو العام في لبنان تغيّر في الأيام الأخيرة بفعل التراكمات، بدءًا من البيئة الداخلية للثنائي الشيعي والتي تشهد نقمة عارمة تتراوح من توجّه قسم من مناصري الثنائي إلى الامتناع عن التصويت احتجاجاً على ممارسات نواب هذا الثنائي وقيادتي الحزبين، وصولاً إلى المناخ المسيحي العام الذي استنفر بعد كلام الشيخ الجشي رغم تنصّل “حزب الله” منه إلا أن هذا الكلام يشبه كلاماً سابقاً للنائب محمد رعد وكلاماً آخر للشيخ نعيم قاسم ما أوحى أن هذا هو جو الحزب وتوجهه، إضافة إلى ردود الفعل المستاءة من رفع السقوف السياسية الذي يمارسه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في جولاته المناطقية والتي باتت تثير حساسيات لدى المسيحيين وخصوصاً مع تكريس مواكبة عسكرية غير مسبوقة لصهر العهد، وتوجّساً من أن يكون باسيل يسعى إلى الإطاحة بالانتخابات عبر بوابة محاولة افتعال حوادث أمنية نتيجة الإصرار على ممارسة الاستفزاز في خطاباته واستعراضاته في هذه الجولات.

وتختم المصادر: “بالتأكيد أننا نعيش أياماً بالغة الدقة عشية الانتخابات المفترضة في 15 أيار ما يترك الأبواب مشرّعة على كل الاحتمالات.”