Site icon IMLebanon

انتخابات الـ”ويك أند” الاغترابي صندوق مفاجآت؟

جاء في “الراي” الكويتية:

يتقدم 225.114 ناخباً بدءاً من يوم غد الجمعة والأحد 8 مايو إلى الاقتراع لانتخاب 128 نائباً في الانتخابات النيابية التي تبدأ دورتها الأولى في أقلام الاغتراب، وفق القانون النسبي (مع صوت تفضيلي) الذي يُعمل به للمرة الثانية بعد دورة عام 2018.

ورغم أن العملية لم تبدأ بعد، إلا أن الحملات انطلقتْ في شكل مبكر تخوفاً من تزويرٍ فيها يتعلّق بعملية نقل الصناديق من الخارج إلى لبنان، ناهيك عن الإشكالات حول قيام وزارة الخارجية بتوزيع متعمّد لإقلام الإقتراع في الولايات المتحدة واستراليا ودبي بحيث شكلت طريقة التوزيع ضغطاً على الناخبين.

لدى خروجه من مجلس النواب بعد تَعَذُّرِ إنعقاد جلسة طرْح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بو حبيب، على خلفية الشوائب التي جرت في توزيع الناخبين المغتربين، وصف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل المعترضين بـ «الأغبياء».

كان باسيل يقصد في كلامه «القوات اللبنانية» التي طلبت سحب الثقة من بو حبيب المحسوب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزبه «التيار الوطني الحر» الذي ما زال يملك حضوراً كثيفاً في وزارة الخارجية ومديرياتها. وهو سبق أن ردّ على إتهام «القوات»، بالنيابة عن الخارجية التي حمّلت المسجَّلين وماكينات الأحزاب مسؤولية الأخطاء.

لم تكن «القوات» وحدَها التي إعترضتْ على ما قام به قناصل وديبلوماسيون في استراليا والولايات المتحدة من توزيع ناخبين من عائلة واحدة على أكثر من مركز إقتراع تفصل بينها مسافات بعيدة. فقد رفع راعي أبرشية سيدة لبنان المارونية في لوس أنجلوس المطران عبدالله زيدان، وهو معروف بصدقيته وحضوره في الولايات المتحدة، رسالةً إلى وزارة الخارجية ووصلتْ نسخاً منها إلى رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، أكد فيها تلقيه مراجعاتٍ للبنانيين مقيمين في الولايات المتحدة ومسجَّلين للإنتخاب عن «ورود أسمائهم في اللوائح الإنتخابية بطريقة عشوائية حيث إن الاقلام التي حُددت لهم إما هي في ولاياتٍ أخرى غير الولايات التي يقيمون فيها أو في مناطق بعيدة جداً عن محلّ إقامتهم أو عن أقرب مركز إقتراع حددتْه الوزارة». وشدد على أن هذه الأخطاء التي لم نشهدها خلال الإنتخابات النيابية عام 2018 إما هي عن إهمال وعدم كفاءة حرفية الموظفين، أو عمداً «من أجل التأثير سلباً على تصويت المنتشرين بقصد تشتيتِ قوّتهم وحرمانهم حقهم بالمشاركة في إنتخابِ مَن يثقون به بعدما أثبتت الطبقةُ السياسية عجزَها، وفي الكثير من الأحيان تآمُرها على الدولة وعلى اللبنانيين المقيمين والمنتشرين وسلبتْهم كرامتهم وحقوقهم وأموالهم وأشبعتْهم كذباً، وها هي اليوم تجدد وعوداً لم تعد تنطلي على أحد».

ودعا زيدان الخارجية إلى تصحيح هذه الأخطاء، مؤكداً سعيه مع راعي أبرشية مار مارون في نيويورك المطران غريغوري منصور إلى تقديم الكنائس لتشجيع المغتربين على التسجيل، وهم الذين لم يتوانوا عن مساعدة وطنهم لا سيما بعد إنفجار مرفأ بيروت.

هذه الرسالة جاءت من الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة، حيث الثقل الإغترابي المسجَّل بلغ نحو 27 ألف ناخب موزَّعين على 71 قلم إقتراع، وبيّنتْ أن الإتهامات لـ «التيار الوطني الحر» ليست سياسية، ولا سيما بعدما أثيرت قضية المسجَّلين في استراليا في شكل كبير، اذ وثّق الناخبون ورود أسماء عائلات بكاملها موزَّعة في أكثر من مركز إقتراع، علماً ان استراليا التي تَسَجَّلَ فيها نحو 20 الف ناخب ضمّت لوحدها 56 مركز إقتراع.

وجاء وضع الإقتراع في دبي ليرسم أسئلة متجددة حول الأساليب التي تقوم بها السلطة اللبنانية ووزارة الخارجية لتقييد حرية الناخبين. إذ تجرى الإنتخابات في دبي وابو ظبي يوم الأحد، بخلاف الدول العربية التي تجرى فيها الإنتخابات غداً الجمعة، بعد تعديل العطل فيها. وانتقدت قوى المعارضة حصر 37 قلم إقتراع لكل المقيمين في دبي والإمارات الشمالية في القنصلية بدبي، رغم صغر المساحة. وقد صدرت دعوات للبنانيين المسجَّلين إلى عدم التراجع عن الإقتراع رغم ما يمكن أن تتسبب به الزحمة فيها، علماً ان إتهامات طالت القنصل بقربه من «التيار الوطني» كما حدث مع القنصل في استراليا.

وتجدر الإشارة إلى ان اللبنانيين المسجَّلين في دبي بلغ عددهم هذه السنة نحو 21 الف ناخب بحسب النائب الكتائبي المستقيل والمرشح مجدداً الياس حنكش الذي كان من بين الداعين الى توسيع مراكز الاقتراع في دبي كي تستوعب الناخبين.

وتراهن قوى المعارضة على ان نسبة المسجَّلين المرتفعة ستصبّ غالبيتها لصالح المعارضة، قياساً إلى تجربة إنتخابات عام 2018، التي سجّل إقتراع المغتربين فيها أعلى نسبة لـ «القوات اللبنانية» تلاها «التيار الوطني الحر». وكذلك تراهن «القوات» و«الكتائب» وقوى المعارضة بمجملها على تحقيق فارق أساسي في هذه الإنتخابات يعوَّل عليه في النتائج العامة محلياً ولا سيما أن توزع الناخبين المغتربين على الدوائر سجّل نسبة مرتفعة في أقضية دوائر الشمال الثالثة. علماً أن أعلى نسبة مسجَّلين جاءت عند الموارنة في أوروبا والولايات المتحدة وأوستراليا ومن ثم السنّة في آسيا والدول العربية، والشيعة في أفريقيا.

وتتخوّف المعارضة وفقاً لأرقام تَوَزُّع الناخبين المسجَّلين في اوروبا والولايات المتحدة واستراليا من أن يتم التلاعب في العملية الإنتخابية، ولذلك بدأت ترفع الصوت أمام البعثات الديبلوماسية محذرة من أداء السلطة القائمة في التعرّض لنزاهة الإنتخابات.

ومن هنا، سيكون الإقتراع الجمعة ومن ثم الأحد «البروفة» الانتخابية الأولى عن أداء أحزاب السلطة ووزارة الخارجية في التعامل مع الإشكالات وسير العملية برمتها وتأمين ظروفها وكل ما تحتاج إليه من تقنيات وأمور إدارية سبق لعدد من المعنيين الإداريين الكلام عنها وعن تعذُّر تأمينها في شكل كامل.