كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
إنتهت معركة الاغتراب الانتخابية على نسبة مشاركة مرتفعة تؤهل المعارضة بحسب مصادرها للحصول على حاصل إنتخابي في دائرة الجنوب الثالثة، او على الاقل مع المرشح المسيحي الياس جرادي، وكانت حظوظه بالاصوات مرتفعة بحسب اوساطه. تعول معارضة الجنوب كثيراً على الخرق، وتراه فرصة لن تتكرر، غير انها تقف مكتوفة الايدي امام نسبة الاقتراع المحلي ولمن ستؤول اصوات الناخبين.
يسعى مرشحو لائحة «معاً نحو التغيير» كما مرشحي «الامل والوفاء» لرفع الحاصل الانتخابي، على بعد خمسة أيام من الاستحقاق، كل طرف ينطلق من زاوية تؤهله لكسب ثقة الناس، وإن تمحورت كل العناوين حول مواجهة الانهيار والازمة المالية والاقتصادية، عناوين عريضة يتسلح بها كل فريق علّه يملك الحظ الاوفر بصوت الناخب التفضيلي.
علامة فارقة تسجل هذه المرة، وهي تحرك المرشحين بالمفرق في جولاتهم، فكل واحد يطمح لكسب الصوت التفضيلي له، فالحرب هذه المرة مستعرة عليه، وكل التكتيكات الانتخابية تستخدم في الساحة.
على بعد اسبوع من الاستحقاق بنسخته المحلية، كيف يقرأ مرشحو اللوائح الارقام حيث بلغت نسبة الاقتراع 70 بالمئة ومدى تأثيرها على الاستحقاق الداخلي؟ وهل حسمت أصوات المغتربين حصة المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة؟ حتماً نسبة لا بأس بها من اصوات المغتربين في اصقاع العالم صبت في صالح المعارضة، يقول المرشح وسيم غندور، معولاً على هذه الاصوات كثيراً من اجل تأمين حاصل او اثنين للائحة، تماماً كما يطمح المرشح حسن بزي الذي يؤكد ان نسبة كبيرة من اغتراب الدول الاوروبية جاءت لصالحه كما كان يتوقع، وان رغبة المغترب بالتغيير ترجمت في صناديق الاقتراع.
أما حركة «أمل» فحجزت لنفسها اصواتاً لا بأس بها من هذه الاصوات التي تعدها «bonus» في المعركة الانتخابية، تشير مصادرها الى ان نسبة الاقتراع ارتفعت بشكل ملحوظ وصلت الى حدود الـ60 بالمئة، تمثل 62 ألف صوت اغترابي صبوا في صالحها، موزعين على مختلف الدوائر، وإن كانت حصة الاسد من اصوات المغتربين في المانيا وبعض الدول الافريقية. صحيح ان هذه الارقام بحسب اوساطها ستصب في صالح «أمل»، لكنها لا تغير في معادلة التصويت في لبنان، بل ترفع نسبة الاقتراع والمشاركة لا اكثر.
قرابة 480 ألف ناخب يستعدون للادلاء بأصواتهم الاحد لاختيار 11 نائباً، في حين أنجزت محافظة النبطية كافة الترتيبات اللوجستية والادارية من تأمين الكهرباء الى تجهيز مراكز الاقتراع لذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين الحراسة لاقلام الاقتراع وغيرها.
حكماً للصوت الاغترابي علامة فارقة في المعركة الانتخابية، فالقوى التغييرية تراهن عليه كثيراً، فهو يشكل رافعة لهم لبلوغ الحاصل الانتخابي، كل مرشحي لائحة «معاً نحو التغيير» في دائرة الجنوب الثالثة، يرون فيه فرصتهم الكبرى لانه غير مقيد، خلافاً للصوت المقيم، الذي يؤخذ عليه انه تبعي للاحزاب التقليدية، وإن كان الرهان على الوعي كبيراً جداً، بحسب ما يقول مسؤول «الحزب الشيوعي» في مرجعيون الياس اللقيس، قارئاً في ارقام مقترعي الخارج بارقة امل، مضيفاً: «شي بيفرِّح»، مؤكداً ان اصوات المغتربين بمعظمها ذهبت الى لوائح التغيير، وان النتائج ستحدث فرقاً في الانتخابات في 15 أيار.
في حسابات القوى التغييرية الخرق بات وارداً، إن كان بالمرشح المسيحي الياس جرادي او حتى الشيعي ناصر جابر، والدرزي، فمرشحوها يقولون أنهم ليسوا «كمالة عدد» بل يملكون حظوظاً بالخرق، مستندين الى نسبة اقتراع الخارج وقد جاءت بنسبة فاقت 70 بالمئة لصالح قوى التغيير»، وهذه الصورة حكماً ستترك اثرها على العملية الانتخابية في الداخل، يقول اللقيس، لافتاً الى ان التحضيرات للاستحقاق على قدم وساق، ويراهن كما غيره من قوى التغيير على «وضع الناس وقرفها» آملا في ان تقترع «صح»، وجازماً بأن المعركة اليوم مع انعدام فرص الحياة لا كهرباء لا مياه لا دواء، وتكر سبحة اللاءات التي من شأنها ان تحدث فرقاً في المعركة إن قرر المواطن التغيير».
«إنتهت المرحلة الاولى من اقتراع المغتربين التي صبت بنسبة 75 بالمئة لصالح القوى التغييرية»، يقول المرشح عن المعقد الشيعي في النبطية وسيم غندور، وتتجه الانظار الى انتخابات المقيمين ونسبة المشاركة داخلها، ويرى ان نسبة الاقتراع في الخارج اعطته حظوظاً كبيرة له وللائحة، «ما يعطي دفعاً للمعارضة على الارض، لان الاصوات الاعتراضية في الخارج اتت بطريقة غير متوقعة لصالح التغيير التي ستدعم الحاصل». غير انه يسأل لماذا لم يتم فرز الاصوات في السفارات مباشرة بدلاً من تكبد عناء نقلها الى لبنان وتأخير فرزها، لان ذلك سينعكس حكماً على الاقتراع في 5 أيار؟
يطمح غندور للخرق في النبطية، وإن كان القانون الانتخابي الهجين يحد من هذا الطموح، يعول على وعي الناس والخطاب الرصين، املاً في ان يختار الناخب التغيير لضخ دم جديد لتغيير المعادلة.
اذا الصوت الاغترابي له ثقله، ولكن للصوت المحلي ايضاً، فهل يتم التغيير في صندوقة الاقتراع لاجل الدواء والكهرباء والماء وغيرها، أم «دق المي مي»؟