Site icon IMLebanon

السلاح أقوى من الانتخابات

كتب خيرالله خيرالله في “أساس ميديا”:

هل تُغيّر الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة شيئاً أم قضى “العهد القويّ” بفضل الإنجازات التي حقّقها رئيس الجمهوريّة ميشال عون وصهره جبران باسيل على أيّ أمل في إعادة إحياء الأمل لدى أهل البلد؟ الأمل يعني بالنسبة إلى اللبنانيين استعادة بلدهم الذي لم يعُد يشبه لبنان في شيء، بمقدار ما يشبه ضاحية فقيرة من ضواحي طهران.

تجري الانتخابات بعد تدمير “العهد القويّ”، وهو “عهد حزب الله”، كلّ الأسس التي قام عليها لبنان منذ ما قبل الاستقلال. هذا عهد، الكلام الصادق الوحيد فيه لميشال عون، منذ وصوله إلى قصر بعبدا، هو ذلك الذي وجّهه إلى اللبنانيين، فقال لهم فيه إنّهم ذاهبون إلى “جهنّم”… وليس إلى أيّ مكان آخر.

على الرغم من الشوائب التي تسود قانون الانتخابات العجيب الغريب الذي وُضع أساساً على قياس “حزب الله”، يسعى اللبنانيون إلى التغيير معتمدين على مشاركة كثيفة في الانتخابات، أقلّه من أجل إنقاذ بعض الواحات التي لا تزال موجودة على الأرض اللبنانية. والكلام هنا ليس عن واحات بالمعنى الجغرافي فحسب، بل بالمعنى السياسي أيضاً. في هذه الواحات مَن لا يزال يقول كلاماً لبنانيّاً صرفاً يتعلّق بـ”حزب الله”.

نعم، إنّ كلّ معركة لبنان هي معركة سلاح “حزب الله” الذي ليس سوى سلاح ميليشيويّ ومذهبيّ تابع لجهة خارجيّة هي “الحرس الثوري” الإيراني. لا قيامة للبنان بوجود هذا السلاح، بغضّ النظر عن الشعارات التي تستخدمها جهات لتبرير التعايش معه. من بين هذه الشعارات “حماية السلم الأهليّ”، على سبيل المثال وليس الحصر.