ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة متوجها في شقها السياسي للطبقات السياسية: “بالأمس انتهت الانتخابات النيابية بسلام، والجميع مطالب بتحمل مسؤولياته الوطنية، وخاصة أن مشروع الدولة مهدد، والبديل عن الدولة هو الفوضى، والفوضى تعني دمارا شاملا وبلدنا لا يتحمل مشاريع حكم ذاتي، ولا إقطاعيات سياسية ولا مربعات طائفية، ولا إمارات مالية وتجارية، ولا متاريس نفسية وإعلامية واجتماعية. البلد بلدنا جميعا، واللعب على حافة البركان نحر للبلد وناسه”.
وأكد المفتي قبلان أن “بداية الحل وبكل هدوء مبادرة كل القوى الوطنية – مسيحية وإسلامية
إلى تأمين انطلاقة قوية للمجلس النيابي، ووضع اطار إطار وطني إنقاذي بصيغة حكومة وفاقٍ وطني، بعيدا عن بازار الصفقات الإقليمية والدولية، وبعيدا عن شهوة السلطة، وأنانية الحسابات الانتخابية والمشاريع الرئاسيةِ”
أضاف:”دعونا من لعبة الكتل الأكبر والطموحات الشخصية والارتهانات الخارجية، فالبلد على طريق الزوال، ونار الانقسام الإقليمي الدولي تحيط به من كل جانب، فيما سكاكين الداخل ماليا ونقديا واقتصاديا ومعيشيا وسياسيا تعيد تموضعها بطريقة خطيرة، ومن العار علينا أن نترك لبنان وسط الحريق من دون أن نبادر جميعا لإنقاذه، متجاوزين لعبة الفواتير الشخصية والأفخاخ الإقليمية. وأعود وأكرر ما ذكرته سابقا، لبنان لا يقوم على طريقة غالب ومغلوب، فلا بلد بلا حكومة، ولا اقتصاد بلا حكومة، ولا تعاف اقتصادي بلا حكومة، ولا يمكن لأحد أن يصلح في البلد من دون تعاون الآخرين معه، فالحكومة ضرورة للبلد كالرأس للجسد”.
وشدد المفتي قبلان على ضرورة “وقف انهيار مشروع الدولة، بإيقاف الانهيار النقدي المالي المعيشي، وحماية ناسنا من وحشية التجار ومافيات الدولار، وإنقاذ مالية الدولة، ولكن ليس من خلال فرض ضرائب جديدة تثقل كاهل المواطن، لأن البلد مأزوم، ومؤشرات الانهيار تسابق الحكومة الجديدة. لذلك، فإن المطلوب بالضرورة مجلس نيابي قوي، وحكومة قوية لصالح الشعب ومالية الدولة، وليس ضد الدولة والشعب، والجمع بين حاجة الدولة وحاجة الناس ضرورة لبقاء الدولة ومنع الانهيار الشامل”.
وختم المفتي قبلان:”هذا الشعب الوفي الذي أعطى كل القوى السياسية في أسوأ ظرف له، له حق على كل هذه القوى أقله في الإنقاذ، وأكبر الأولويات الممكنة أن نعمل على تأمين سلة غذائية لبنانية محمية من لعبة التجار والاحتكار ولعبة الأسعار، أقول “محمية” وليس “مدعومة”، لأن فساد الدعم طير البلد والسلع، فضلا عن إنقاذ قطاع الدواء من عقلية الحروب الصامتة”.
وطالب “الدولة بدخول قطاع المحروقات والحبوب بشكل مباشر، لأن البلد والعالم مقبل على كارثة نفطية وغذائية، والمشكلة تكمن بالصراع على لبنان بكل أدوات القتل الصامت والحرب المجنونة، ووظيفتنا الانتصار لهذا البلد المظلوم، ومن خان البلد وخان شعبه خان الله وضيع البلد. وندعو الله ألا يضيع لبنان”.