كتب جورج الهاني في “نداء الوطن”:
أما وقد طويت صفحة الانتخابات النيابية وما رافقها من توزيع سخيّ للأموال على الناخبين من دون حسيب أو رقيب، يبقى السؤال الذي يعني أهل الوسط الرياضي: ماذا استفادت الأندية من هذا المال الإنتخابيّ الطائل والتي هي اليوم بأمسّ الحاجة الى كلّ جرعة دعم من أيّ نوع كان، من أجل الإستمرار في رسالتها الرياضية والوصول الى الأهداف المرسومة والمنشودة؟
ليت المرشّحين الذين بدا بعضهم مثل “حاتم الطائي” وقفوا الى جانب أنديتهم في مدنهم وبلداتهم وقراهم وقدّموا لها العون في ظلّ الظروف الصعبة التي تواجهها بدل تبذير أموالهم يميناً ويساراً، فتكون مبادرتهم تلك فعل إيمان بعنصر الشباب وأهمّيته ودوره في بناء المستقبل الزاهر المشرق الذي يحلم به كلّ لبنانيّ شريف مخلص لوطنه وأرضه.
إنّ الإتحادات والأندية الرياضية في مختلف المناطق اللبنانية تعاني اليوم من شحّ الأموال في صناديقها جرّاء إبتعاد المعلنين ورجال الأعمال الميسورين عنها، فلا تجد وسيلة للصمود في وجه الأيام المُرّة إلا مدّ اليد مُكرهة علّها تجدُ من يعطف عليها ولو كلّفها ذلك غالياً، من خلال تحوّل جزءٍ من قرار هذه الأندية الى جيب من تحنّن عليها وصادر صوتها الإنتخابيّ، حتى لو كان مخالفاً لتوجّهات رؤساء وإدارات الأندية السياسية والرياضية.
إنّ ترك الإتحادات والأندية الرياضية لمصيرها الأسود في هذه الفترة العصيبة جريمة موصوفة بحقّ جيل كامل من الشباب اللبناني اليائس والمُحبط، والذي لا يجد ملاذاً يُنسيه همومه ومشاكله الكثيرة إلا اللجوء الى الملاعب الفسيحة والنظيفة التي تبعده عن الآفات والعادات السيئة التي تُلحق الأذى به وتؤدّي الى خراب المجتمعات والأوطان.