اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن “الشعب أثبت أنه لا يبيع شرفه ووطنه، ولا تغريه الرشاوى بالمال الحرام، ولا يخاف فائض القوة، وها هي جميع الإغراءات التي بذلت من أجل الحصول على أكثرية مغشوشة تضع القرار في يد إيران، تسقط أمام إرادة الشعب”.
وأضاف: “الامتحان كان كبيرا للشعب الذي تفوق على جميع الجبهات ووقف قويا وصامدا في الدفاع عن كرامة وطنه”، مشددا على أن “المستقبل سيكون بيد الشعب الحر”. وتحدث عن “تحالف وطني إسلامي – مسيحي على أسس رفض الخضوع للقوى الخارجية التي كانت تعمل على إخضاعه وإذلاله”. وقال: “سينهض لبنان الجديد، وسيكتب الشعب بإخلاصه وصدقه ملحمة الاستقلال للحفاظ على هويته العربية والتعاون مع إخوانه العرب لإنقاذ الوطن من تجار الوطنية والطائفية. ولا بد من أن يكون الشعب هو صاحب القرار في الحفاظ على كيانه ووجوده وتحرره من الغرباء والشياطين والأبالسة والفاسدين المزورين لإرادته، والذين باعوه وتاجروا بمقدراته ووجوده”.
وحيا “أول ثورة شريفة تنجح في الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية والعربية للبنان، لأنه ملتقى الحضارات الإنسانية، وليسمح لنا بعض العلمانيين بألا يرتقوا الى قضايا الناس الأساسية والملحة ولا يدخلوا في مشاريع صغيرة تشتت جهودهم مثل قضية تغيير قانون الأحوال الشخصية، فهذا القانون يحفظ لكل طائفة شخصيتها وإيمانها بتراثها العقائدي والفكري، مما يغني الهوية اللبنانية وتنوعها، وهو ما لا يتعارض مع مدنية الدولة وفصل الدين عن الدولة”.
ودعا إلى “توحيد الجهود في مشروع إنقاذ مشترك يكون خارج المحاصصة الطائفية والمذهبية. وليقدم هؤلاء الشباب نموذجا في الحلول يعطي الشعب أملا في أسلوب جديد لسن القوانين التي تحفظ حق الشعب، ولا تكون على حساب الناس. ليقدموا مثالا على سبل محاسبة الحكومات بأسلوب علمي ومنهجي، ونحن سنكون سندا لهم وعونا في مسارهم ومسيرتهم”.