تمنى رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف أن “يكون عيد القديسة ريتا مناسبة نستذكر فيها انه ما من شيء مستحيل أمام قوة الصلاة، وتوجه بالمعايدة لكل من يحملن أسم القديسة ريتا ولكل من يتخذ منها شفيعة عند الآب السماوي.”
وأضاف: “واحدة من أبرز الشهادات التي ادتها القديسة ريتا خلال حياتها هي شهادة الغفران أمام زوجها، اذ علمت ان ما تريده ورغم أهميته وسموه قد يسبب الأذى لشريكها في العائلة، ولم تتوقف هنا انما أرادت الأفضل لعائلتها ولأولادها، أرادت لهم الموت قبل ان تراهم مجبولين بالخطيئة وداخل عالم الظلمة والشر الذي قد لا تنتهي طريقه”.
وتابع المطران سويف: “كم نحن بحاجة اليوم الى ثقافة الغفران والمسامحة ضمن عائلاتنا التي ومع الأسف تعترضها الرياح من كل حدب وصوب، في حين انها امست غير صلبة ومتزعزعة وسريعة التفكك، من هنا لا بد لعائلاتنا من ان تعود الى التحصن من جديد والى حالتها الطبيعية الا وهي التعاضد والتكاتف، وحتى ترجع عائلاتنا الى جوهرها وحقيقتها من الواجب عليها ان تعود الى صلاتها، فالصلاة هي المحول الأول لقلب الانسان وهي السلاح المنيع بوجه مختلف أنواع الفتن والمشاكل”.
ورأى انه “على غرار العائلة الصغيرة، يمكن القول ان وطننا أيضا بحاجة الى الكثير من المسامحة والغفران، فالدعوة لجميع مكونات وطننا العزيز ان يتمسكوا بمبدأ المسامحة والمصالحة مع تاريخهم أولا ومع بعضهم البعض ثانيا، اذ اننا جميعا راغبون في العيش معا وهذا العيش لا يمكن له ان يستليم الا بعد ان نصافح بعضنا بعضا ونعيش حالة حقيقية من المسامحة، وللحقيقة يمكن القول انه لا مستقبل لعائلاتنا وللبناننا من دون الغفران، فلبنان الذي نريده هو لبنان المصالحة والسلام والحفاظ على كرامة الانسان لا لبنان الجريمة والبغض والافلاس والبعد عن ثقافة التنوع والعيش الواحد”.