وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة تهنئة في “عيد المقاومة والتحرير”، قال فيها: “نهنئ اللبنانيين عموما والمقاومة والجيش وعوائل الشهداء خصوصا في عيد المقاومة والتحرير، الذي يعيدنا بالذاكرة الى اسمى معاني التضحية والاباء، حيث واجه لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته الاحتلال الاسرائيلي الذي اندحر مهزوما خائبا عن ارضنا، حيث تحطمت غطرسة جنوده امام إقدام المقاومين، مما جعله يبحث ويسعى بجهد الى تحقيق اي انجاز ولو شكلي ليرفع من معنويات جنوده. فكان عدوان تموز والاعتداءت المتكررة على لبيان شاهدا على اخفاقاته وكل محاولاته التي باءت بالفشل بفعل وعي المقاومة وصمودها وشجاعة رجالها وبسالة الجيش اللبناني واحتضان الشعب اللبناني لها”.
اضاف: “ايها الاخوة الاعزاء، لقد اثبتت التجارب ان لبنان محصن ومنيع بوجه العدوان بفعل هذه المعادلة التي وفرت الامن والاستقرار لكل اللبنانيين بوجه الارهابين الصهيوني والتكفيري، لا سيما ان المقاومة كانت على الدوام ولا تزال جاهزة وحاضرة في الساح لردع العدو الاسرائيلي عن القيام بأي حماقة في الاعتداء على لبنان”. وأكد ان “هذه المعادلة اكثر من ضرورة وطنية للدفاع عن لبنان وحفظ أمنه واستقراره وضمانة كبرى لاستثمار ثروات لبنان النفطية في البر والبحر ولجم اي تهديد صهيوني بالعدوان على لبنان”.
وتابع: “في هذه الذكرى المجيدة، نتوجه بتحية الاجلال والاكبار لكل من ساهم في صنع النصر من مقاومين وجرحى واسرى محررين، ومن اشقاء وحلفاء وعلى رأسهم الجمهوريتين الاسلامية الايرانية والعربية السورية، ونبتهل الى الله تعالى ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وان يحفظ لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته سدا منيعا بوجه المؤامرات وكل عدوان وتآمرعلى لبنان وشعبه”.
ورأى أن “الانتصار الذي حققته فلسطين في معركتي سيف القدس والدفاع عن الاقصى، امتداد طبيعي لانتصار 25 أيار ونصر تموز، ومعركتنا مع العدو الاسرائيلي مكتوب لها النصر طالما ان في أمتنا قوى حية تحسن قراءة التاريخ ولا تتخلى عن المقاومة كسبيل وحيد لتحرير الارض وحفظ المقدسات والدفاع عن الشعب. لذلك فاننا نشد على ايدي اهلنا المقاومين ليتمسكوا بوحدتهم وصمودهم وصبرهم ويقفوا خلف المقاومة في معركتها ضد الاحتلال، ونطالب القادة العرب والمسلمين بأن تتضافر جهودهم لاعادة التضامن العربي والاسلامي حفظا للمقدسات في فلسطين ونصرة شعبها في مواجهة الغطرسة الصهيونية المتمادية في الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها اغتيال الاعلامية شيرين ابي عاقلة وكوكبة من شهداء فلسطين، واولى الخطوات المطلوبة عربيا واسلاميا ان يتم قطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره شرا مطلقا لا يجوز التعامل معه والاعتراف به”.
واردف: “في هذه المناسبة العظيمة، نستذكر امام المقاومة ومؤسسها الامام السيد موسى الصدر، ونطالب اللبنانيين ان يحفظوا لبنان انطلاقا من رؤيته الوطنية في إقامة وطن العدالة والمساواة ونبذ الخلافات والعصبيات وترسيخ العيش المشترك والتمسك بالثوابت والمسلمات والشعارات الوطنية التي أطلقها، وفي طليعتها ما ورد في مقدمة الدستور: “لبنان وطن نهائي لجميع بنيه”.
وطالب الشيخ الخطيب السياسيين “بعد انجاز الانتخابات النيابية بأن يرتقوا الى مستوى تضحيات الشهداء بالتنازل عن مصالحهم الضيقة ليشكلوا شبكة امان للدفاع عن لبنان وحفظ استقراره السياسي والاجتماعي، وليقلعوا عن المناكفات والسجالات والخطابات المتشنجة خدمة لمصلحة لبنان العليا التي تقتضي التوافق في ما بينهم والتفاهم على حل الازمات التي تعصف بالوطن واهله، في ظل الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي المتفاقم”.
كما طالب “النواب بالاسراع في انتخاب رئيس للمجلس النيابي وفق الميثاقية الوطنية، ولتكن هذه المناسبة تعبيرا عن وحدة الموقف لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه لبنان وشعبه، وانجاز الاستحقاقات الدستورية الاخرى وفق هذه الروحية، فيبادروا الى الى انتخاب دولة الرئيس نبيه بري الذي يشكل ضمانة وطنية لحفظ المؤسسات الدستورية واطلاق المشاورات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية مهمتها الأولى والأخيرة منع سقوط لبنان والنهوض باقتصاده وحفظ نقده واستعادة امواله المنهوبة والافراج عن اموال المودعين وحفظ الاستقرار المعيشي والاجتماعي و إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالدولة اللبنانية”.