جاء في “أساس ميديا”:
هي المرّة الأولى التي يذهب النواب إلى اختيار رئيسهم وسط ضبابيّة غير مسبوقة. توزيع اللاعبين غير واضح المعالم بعد، ولا عدد الأصوات، الدقيق، التي ستنتخب نبيه برّي رئيساً للبرلمان لولاية سابعة.
جرت العادة أن يسبق جلسة الانتخاب توافق بين الكتل النيابية إمّا على التصويت لانتخابه أو إطلاق الحرّية للنواب. هذه المرّة ستكون الغلبة للأوراق البيض التي ستؤدّي دور الناخب الأول وستفوق عدد المؤيّدين.
برّي، رئيس السنّ، الداعي إلى الجلسة، سيكون إلى جانبه النائب المنتخب ميشال المر (حفيد الأكبر سنّاً في الدورة الماضية النائب الراحل ميشال المرّ)، عضو أمانة السر الأصغر سنّاً، أمّا العضو الآخر فسيكون فراس حمدان، النائب الآتي على خلفيّة مواجهة مع شرطة المجلس لا تزال آثارها ظاهرة بشظية في قلبه.
مفارقة إضافية أنّ التوافق، كما لم يعد سارياً على رئيس المجلس، فإنّه كذلك بالنسبة إلى انتخاب هيئة مكتب المجلس. وإذا كان الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر اتّصل بالكتل النيابية مستفسراً عن الأسماء التي تودّ التمثّل في اللجان أو رئاستها، فإنّ مثل هذا الإجراء سيكون مغايراً مع احتمال تعدّد الترشيحات وتقدّم مبدأ الانتخاب تطبيقاً للدستور.
على مستوى التصويت، هي المرّة الأولى أيضاً التي يعارض نواب كتلة “الإصلاح والتغيير”، مجتمعين برئاسة جبران باسيل، انتخاب برّي، بعدما جرت العادة أن يُترك القرار للنوّاب ليحدّدوا موقفهم، فكانت تتوزّع الأصوات بين مؤيّد ومعارض. لم تثنِ محاولات حزب الله باسيل عن موقفه، ولم تُقنعه بالتصويت لبرّي ولو بعدد قليل من النواب.
خلال اجتماعهما الأخير حاول رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا إقناع باسيل بأن ينتخب هو وكتلته برّي رئيساً للبرلمان ولم ينجح. فعاد صفا إلى القيادة خالي الوفاض بعد جلسة مصارحة كاشف فيها باسيل ضيفه بحقيقة الموقف من برّي طوال الفترة الماضية وصولاً إلى الانتخابات.
الموقف الذي كان ملتبساً أوضحه باسيل في البيان الذي صدر عقب الاجتماع الأول لنواب كتلته بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وقال بصريح العبارة إنّ الكتلة لن تنتخب برّي ولن تترك الحرّية لنوّابها بانتخابه.
وأكّد مصدر قيادي في التيار لـ”أساس” إنّ القرار في الكتلة كان حاسماً بعدم التصويت لبرّي، ولم يترك الحرّية للنواب باتّخاذ قرار خارج إجماع الكتلة، ومَن يفعل ذلك عليه أن يترك التيار. كان القرار عنواناً للاعتراض في اجتماع الكتلة، وخاض الحضور نقاشاً مع باسيل على اعتبار أنّ مشوار التعاون في المجلس طويل، ومن ضمنه رئاسة اللجان وعضويّتها، فكيف يمكن عدم انتخابه؟!