التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في القاهرة مفتي جمهورية مصر العربية الشيخ شوقي علام وتم التداول في أوضاع لبنان والمنطقة وتعزيز التعاون بين دار الفتوى في لبنان ودار الإفتاء في مصر.
وتم التأكيد خلال اللقاء “حرص مصر على سلامة وامن واستقرار لبنان وعودته إلى سابق استقراره وازدهاره ومحبة المصريين وتعاطفهم مع أشقائهم اللبنانيين”.
الى ذلك، قدم المفتي دريان خلال مشاركته في المؤتمر الذي تقيمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في حضور الشخصيات الدينية الكبار، بحثا بعنوان “تجديد الخطاب الديني ودوره في مواجهة التطرف”.
وشدد على أنه “لا مكان للتطرف الديني في لبنان، لأنه نموذج للعيش المشترك الواحد بين المواطنين مسلمين ومسيحيين، وكلنا يسعى لتعزيز اطر الوفاق الوطني ونبذ كل أنواع الفتن الطائفية والمذهبية ليكون هذا الوفاق سدا منيعا لمواجهة أي تطرف يمكن أن يتسلل الى وطننا ومجتمعنا اللبناني المحصن بقيمه الهادفة لبناء الدولة القوية العادلة ومؤسساتها”.
وقال دريان في كلمته: “التجديد للخطاب الديني هو للأمة لا للدين الذي شرعه الله وأكمله، والتغير والانحراف إنما يطرأ على الأمة حينما تبعد عن كتاب ربها وسنة نبيها، في عبادتها واعتقادها وسلوكها ومعاملاتها، فيهيء الله لها من يردها إلى مسارها الصحيح، أما الدين، فهو محفوظ بحفظ الله لكتابه ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له؛ كما قال تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
وأضاف: “فالتجديد فيه إعادة الدين إلى صورته الناصعة التي كان عليها زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الإسلام لم ينتشر بالخطاب الديني المتطرف، أو نشر الغلو والجفاء، وإنما انتشر بالاعتدال والوسطية، فواجه التطور بلا جمود ولا تحجر، وبنى الحياة على القواعد الشرعية، والنواميس المرعية، التي تستجيب لحاجات الأمة في مختلف الظروف والأحوال والبيئات. والخطاب في الإسلام خطاب رحمة وتسامح وأمن واستقرار ورخاء وسلام”.
كما تابع مفتي الجمهورية: “الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني الإسلامي مهمة في ذاتها لمواجهة التطرف والإلغاء، ومواكبة قضايا العصر، ومفتاحه الوعي الدقيق والفهم السديد للإسلام ومن ينابيعه الصافية، ومواجهة التطرف تستوجب قيام المؤسسات الدينية من خلال المراجع الدينية المؤتمنة على الدين بضرورة توجيه الخطاب الديني المعتدل بناء لمشروع حضاري متكامل مستوعب للتهديدات التي يكرسها خطاب التطرف والتخوين، يربط نصوص ومبادئ العقيدة الدينية بواقع الحياة المعاصرة، بأسلوب وتعبير متجدد ليكون خطابا متكاملا منفتحا يعزز الحوار والوسطية، ويعزز تماسك المجتمعات ويشجع على الفكر والإبداع، ونبذ الجمود والانغلاق والوقوف بوجه التطرف، لتظهر حقيقة الإسلام في زمن شوهت معالمه من كثير تحت دعاية الالتزام بالحرفية للنص دون النظر في ما ورائياته وعقلنته، فتجديد الخطاب الديني عامل جوهري أساس في مواجهة الأفكار الدخيلة والثقافات الوافدة على البيئة الإسلامية الناصعة”.