رأى السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف أنّ السياسة الأنانية والرعناء للولايات المتحدة وتابعيها قد جلبت الكثير من المعاناة الحقيقية لشعوب العديد من البلدان، وإن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان جزء كبير منها نتاج عوامل وتأثيرات خارجية.
وقال روداكوف خلال الحفل الذي أقيم في بيروت، اليوم السبت، بمناسبة العيد الوطني لروسيا، بحضور عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية والسلك الدبلوماسي إننا “نشعر في لبنان، بالدعم والتضامن معنا، وبالتأييد لنهجنا ومقاربتنا المبدئية لمجريات الأمور على الساحة الدولية”.
واضاف أنهم “مصممون على مواصلة تقديم كل الدعم الممكن لأصدقائنا اللبنانيين، وتدرس الهيئة الحكومية الروسية اللبنانية للتعاون التجاري والاقتصادي، آفاق تفعيل الشراكة الثنائية ذات المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة في عدة مجالات مهمة كالطاقة والطب والزراعة والنقل والتعاون الجمركي وتكنولوجيا المعلومات”.
وأشار إلى إن “روسيا تقدم سنويا الى الطلاب اللبنانيين منح دراسية للتعلم المجاني، ويجري النظر في تسهيل الإجراءات وتقديم أفضل الشروط والأفضلية للطلاب اللبنانيين الذين درسوا في أوكرانيا لمتابعة الدراسة في الجامعات الروسية”.
كما تطرق روداكوف خلال كلمته إلى إن “روسيا تتعرض اليوم إلى حرب معقدة ومتعددة الجوانب، شرسة وشعواء، يحاولون شيطنتنا وإلصاق صورة العدو بنا، كما يحاولون عزلنا، واتهامنا بالتسبب بكل المصائب والمشاكل قاطبة”.
وتابع: “ما يثير قلقنا البالغ، توجه الغرب لمحو كل ما هو روسي، أما ضحايا هذه السياسات فهم في الغالب، الجاليات الروسية والمدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالسياسة، وكذلك المواطنون الأجانب الذين لهم ولو علاقة طفيفة بروسيا”.
وأردف السفير الروسي: “إنهم يحاولون إلقاء اللوم علينا بسبب مشاكل الأمن الغذائي العالمي، ويتغاضون عن أن العقوبات المفروضة على روسيا بالتزامن والتوازي مع السياسة الاقتصادية قصيرة النظر للدول الغربية في سياق جائحة فيروس كورونا، كانت المحفز الرئيسي للاتجاهات السلبية في الأسواق العالمية”.
واعتبر أنّ “الولايات المتحدة تستخدم من أجل تحقيق أهدافها الأنانية، دولا بأكملها، بشعوبها وقاطنيها، كبيادق أو أوراق مساومة، وهذا ما يفعلونه الآن مع أوروبا وأوكرانيا، فالصراع في هذا البلد لم يبدأ في 24 شباط، بل قبل ذلك بكثير – يوم تقرر تحويله إلى قاعدة أخرى للناتو”.
وأوضح أن “العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا جاءت نتيجة تجاهل الغرب بوقاحة وعلى الملأ المصالح البديهية والثابتة لروسيا في الحفاظ المشروع على أمنها، وكرد قسري واضطراري على توجهه التوسعي العدواني ولتمنع تطور كارثي للأحداث بسيناريوهات سيئة”.
وأشار روداكوف إلى أن “هذه العملية سمحت بتحرير معظم أراضي لوغانسك وجزء كبير من جمهورية دونيتسك الشعبية، وكامل منطقة خيرسون وأراض كبيرة في منطقتي خاركوف وزابوروجي من النازيين الجدد، وعادت الحياة السلمية إلى هذه المناطق، كما بدأت عملية تعافي وعودة الدورة الاقتصادية والصناعية، وإعادة بناء البنية التحتية، وعودة الشركات والمؤسسات الى ممارسة مهماتها، وعادت المدارس ورياض الأطفال، والعيادات والمستشفيات لفتح أبوابها”.