اختتم أساقفة الكنيسة المارونية أعمال السينودس الذي عقد في بكركي، وأعلن الآباء في بيان أنه “تم التداول في أوضاع أبرشيات الانتشار وحاجات بعضها. وتوقفوا بشكل خاص عند إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والأكوادور التي تسير على خطى ثابتة نحو إنشاء أبرشية، وأبرشية الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراغواي والأوروغواي، وأبرشية فرنسا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أوروبا الجنوبية والشمالية، وأبرشية نيجيربا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أفريقيا الجنوبية، وعند أبرشية أستراليا وأوقيانيا التي تحتفل السنة المقبلة بيوبيلها الذهبي.
وتوقفوا عند ظاهرة تزايد الموارنة الوافدين إلى بلدان الإنتشار، وطالبوا لأبنائهم المنتشرين الاعتراف بالدور الملقى على عاتقهم والحصول على حقوقهم المدنية كاملة في بلدانهم الأصلية.”
واضاف البيان: “تداول الآباء في الحالة المعيشية المتدهورة التي أوصلت أبناءهم وبناتهم إلى حالة الفقر والعوز، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وانقطاع الدواء؛ وأكدوا أنهم يجددون وقوفهم إلى جانبهم وتقديم كل المساعدات الممكنة عبر مؤسساتهم الكنسية المختصة من بطريركية وأبرشية ورهبانية، وبخاصة مؤسسة كاريتاس لبنان.
وهم يثمنون عاليا روح التضامن التي تتجلى لدى إخوتهم اللبنانيين بنوع خاص، مقيمين ومنتشرين، أفرادا وجماعات، ولدى أصدقائهم عبر العالم، في تقديم المساعدات المعنوية والمالية والعينية إلى المحتاجين لتخفيف مآسيهم ومواجهة الحالة الكارثية التي وصلوا إليها.
عبر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم وأخواتهم أبناء وبنات بيروت وجميع اللبنانيين، وبخاصة عائلات الضحايا والمتضررين والمجروحين والمشردين جراء إنفجار مرفأ بيروت الإجرامي.
وهم يرفعون الصوت من جديد ليستنكروا تقصير مؤسسات الدولة المعنية والسلطة القضائية في السير في التحقيق لكشف الأسباب والمسببين الذين هم وراء هذه الفاجعة ومحاكمتهم من جهة، وفي التعويض على عائلات الشهداء والمصابين والمنكوبين بما يحق لهم، من جهة أخرى.”
وتابع: “تداول الآباء في أوضاع المدارس الخاصة، ولا سيما الكاثوليكية منها، المهددة لإقفال والإنهيار نظرا إلى التحديات الكبيرة في الظروف الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية الراهنة وإلى عدم قدرة الدولة على دفع مستحقاتها وصعوبة الأهل في تسديد الأقساط. وإنهم إذ يذكرون برسالة الكنيسة التربوية التي أسهمت عبر العصور ولا تزال تسهم في تطور المجتمعات وترقي الإنسانية روحيا وعلميا ووطنيا، والتي جعلت من لبنان بلد إشعاعٍ ثقافي مميز، يطالبون الدولة القيام بواجبها لدعم التعليم الخاص كما التعليم الرسمي. كما يطالبونها بدعم الضمان الإجتماعي والطبابة والإستشفاء لجميع المواطنين. وهم يحملون، من ناحية أخرى، المشرعين والمسؤولين الماليين وجمعية المصارف مسؤولية المحافظة على أموال المودعين وإيجاد السبل الكفيلة باسترجاع ودائعهم في أقرب وقت. ويشكرون أبرشيات الإنتشار والمؤسسات الكنسية والمدنية، العالمية والمحلية، على الإسهامات التي تقدمها لدعم الحاجات المعيشية والطبية والإستشفائية والمدرسية والجامعية إلى اللبنانيين.
وختم البيان: “يؤيد الآباء مواقف أبيهم صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الداعية إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يهدف إلى إنقاذ لبنان عبر إعلان حياده تحييدا ناشطا، قناعة منهم بأن حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلة المليئة بالمتغيرات الجغرافية، وكفيل باستعادة دوره ورسالته في الإنفتاح والحوار والعيش معا في احترام تعددية الإنتماءات الدينية والطائفية والثقافية، إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة وتطبيق القرارات الدولية المتخذة التي لم تطبق حتى الآن. ويطالبون باستكمال تطبيق الدستور في بنود اللامركزية الإدارية الموسعة وذلك عبر احترام إستقلالية القضاء وتحصينه ضد التدخلات السياسية وفصل السلطات لتستقيم الأمور.
يؤكد الآباء على تمسكهم بالثوابت الوطنية، أي العيش المشترك والميثاق الوطني والصيغة التشاركية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي وتطبيقها بشكل سليم. ويطالبون المسؤولين السياسيين بالعمل على تأليف حكومة جديدة تكون إنقاذية فتعالج الفساد المستشري وتنفذ الإصلاحات المطلوبة من الشعب ومن المجتمع الدولي. كما يطالبونهم بالعمل معا على بناء دولة حديثة بكل مقوماتها، أي دولة وطنية لبنانية جامعة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.”