اعتبرت مصادر سياسية موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الأخير, بإبداء قرفه من الوضع الحالي، بأنه مؤشر لما وصل اليه العهد العوني من حالة مزرية لم يبلغها أي عهد من قبل.
وعلقت على هذا الموقف بالقول عبر “اللواء”، “بكّر رئيس الجمهورية بإعلان قرفه من الأوضاع الحالية، ولا يزال امامه أربعة اشهر لتنفيذ سلسلة وعوده الجوفاء، بعدما أمضى ما يقارب الست سنوات بالتلهي بالمعارك الوهمية وتعطيل الحكومات عن سابق تصور وتصميم حتى تحول شعار العهد من الإصلاح والتغيير الى شعار الفساد والتخريب بامتياز.
وأضافت المصادر، “أسباب قرف الرئيس عون الذي يبدو محبطا عديدة واهمها، فشله الذريع في حجز كرسي الرئاسة الأولى لوريثه السياسي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بعدما سدت كل السبل امامه لضمان وصوله الى الرئاسة، بدءا من فشل كل المحاولات لحجز مساحة وزارية وازنه لباسيل وفريقه السياسي، في الحكومة الجديد، ونفور ملحوظ لكل القوى السياسية الفاعلة منه، وعدم نجاحه في إرساء علاقات إيجابية وودية معها طوال سنوات العهد، حتى حليفه الأوحد حزب الله، لا يبدو متحمسا لتأييد ترشحه للرئاسة، في حين بددت العقوبات الأميركية المفروضة عليه بالفساد كل الآمال المعقودة للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية المطلوب لترشحه، والاهم معاداته للدول العربية الشقيقة، بينما لا يبدو رهانه على تأييد دعم النظام السوري والإيراني واعدا كما كان يتوهم .
وأشارت المصادر الى ان “من أسباب قرف رئيس الجمهورية انحسار التأييد والتعاطف الشعبي المسيحي مع الوطني الحر والذي ظهر جليا بنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بعد تراجع عدد نواب كتلته الى سبعة عشر نائبا وأصبحت كتلته، الكتلة المسيحية الثانية بعدما سبقتها كتلة حزب القوات اللبنانية، وتبين ان نسبة تراجع التأييد الشعبي التي كانت في السابق بحدود السبعين بالمائة سابقا، الى حدود الثلاثين بالمائة حاليا، وهي نسبة مقلقة جدا”.
وتابعت المصادر، “وهناك أسباب أخرى لاستياء رئيس الجمهورية منها مثلا، سقوط ثلاثة مرشحين للنيابة بالانتخابات النيابية الأخيرة, تولى تزكيتهم شخصيا، وهم وليد خوري في جبيل، ادي معلوف بالمتن، وأمل أبو زيد في جزين، بينما تشير الخلافات التي ظهرت بعد الانتخابات الى تصدعات بارزة بين قياديين بارزين بالتيار ورئيس التيار، بدأت ملامحها تظهر بتفكك واضح ووجود رغبات وراضخة لخروج بعض هذه القيادات من التيار مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قريبا، لاستحالة استمرارهم في ظل تولي باسيل لرئاسة التيار”.