جاء في “الأنباء” الإلكترونيّة:
قبل ساعات معدودة على الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس ميشال عون في بعبدا، ما زال المشهد السياسي غير واضح المعالم حتى الساعة لأسباب معلومة – مجهولة، فلا الفريق الممانع قادر على تأمين أكثرية مقبولة لمرشحه الرئيس نجيب ميقاتي تجعله يقبل بالتسمية ويذهب الى تشكيل حكومة، ولا الفريق السيادي الذي وعد بإعادة توحيد صفوفه واتخاذ زمام المبادرة لإعادة التوازن السياسي في البلد، نجح في ذلك. ومهما اختلفت الأسباب فالمصيبة واحدة محورها تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية أكثر فأكثر، ما يجعل البلد مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
وبعد اعتكاف كل من تكتلي الجمهورية القوية ولبنان القوي عن التسمية لتكليف رئيس للحكومة، كشفت مصادر سياسية لجريدة “الانباء” الالكترونية أن الاسباب الكامنة وراء عزوف التكتلين المسيحيين تختلف لدى كل منهما، فالقوات تمنعن عن تسمية أي شخص لرئاسة الحكومة لاعتقادها ان عمر الحكومة القصير لا يستأهل البحث، وثانياً تذرعها بعدم التقاء القوى السيادية على مرشح قوي يستطيعون من خلاله منافسة الفريق الآخر، فيما التيار الوطني الحر يعود سبب عدم التسمية لديه إلى نوايا التعطيل التي لا يزال يمتهنها، وشروط المحاصصة التي يرفعها النائب جبران باسيل الذي يطالب بأربع حقائب هي الخارجية والطاقة والعدل والبيئة فيما يرفض ميقاتي ذلك، وهذا ما يكشف ملامح ما تبقى من عمر العهد الذي على ما يبدو يتجه إلى إعلان مراسم دفنه بالتعطيل وعدم التأليف.
في السياق، أشار عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن موقف اللقاء واضح بتسمية السفير نواف سلام، وقال: “كنا نتمنى التوصل إلى موقف موحد، وأن نذهب الى الاستشارات كقوى سيادية موحّدين اذا صح التعبير بالمعنى السياسي، وكان هناك حوار مع القوات وغير القوات لتوحيد الموقف والخروج بتسوية نتمكن من خلالها اخراج البلد من أزمته في هذه المرحلة الصعبة، لكننا لم نوفّق، فالقوات لديهم اعتباراتهم الخاصة، ونحن نقدر ذلك، والقوى الأخرى لم تحدد موقفها”.
وعن أسباب عدم تسمية ميقاتي، لفت عبدالله الى أنه “كل مرحلة ولها حساباتها، وهذه ليست المرة الأولى التي يسمّي فيها اللقاء نواف سلام”.
من جهته، رفض النائب السابق جوزف اسحق وصف موقف القوات بالرمادي، مبرراً عدم التسمية بعدم تمكن المعارضة من الاتفاق على اسم معين.
اسحق، وفي حديث مع “الانباء” الالكترونية، أشار الى أن تكتل الجمهورية القوية كان أمام ثلاث خيارات “إما تأييد ميقاتي، وهذا الامر غير وارد على الاطلاق، أو تأييد نواف سلام وهذا ليس وارداً لأننا سبق ان سميناه ولم نعرف ما هو برنامجه والمعارضة غير متفقة عليه، او الذهاب الى اسم آخر لحرقه، ونحن ندرك ان عون لن يوقع على مرسوم اي حكومة اذا لم يحصل باسيل على الخارجية والطاقة والعدل، ولا ننسى اننا اصبحنا بمرحلة انتقالية”، رافضاً تشبيه موقف القوات بالتيار الوطني الحر “لأن التيار يناور للحصول على أكبر عدد من الحقائب الوزارية، ونحن نعلم ان الحكومة لن تتشكل اذا لم تحقق مطالب العهد”، معتبرا أن أي تسمية “لن توصل الى نتيجة في ظل عدم قيام تحالف واضح، فالنواب التغييرين ال 13 كل واحد برأي مختلف عن الآخر”.
بدورها، النائبة المستقلة سينتيا زرازير أشارت عبر “الانباء” الالكترونية الى أن تكتل النواب التغييرين “أبقى اجتماعاته مفتوحة وهم يسعون للوصول الى الخيار الأسلم لمصلحة الشعب اللبناني، وإن اسم الرئيس المكلف ليس هدفا بالنسبة لنا، فالهدف هو مشروع الورقة الاصلاحية ومعالجة الازمة الاقتصادية والحياتية وتكليف شخص قادر على مواجهة المنظومة الفاسدة”.
وعن شكل الحكومة، طالبت زرازير “بحكومة انقاذية بمواصفات استثنائية بعيدا عن السمسرات والمحاصصة وتكون حكومة للشعب اللبناني”.
في ظل هذه الصورة يبدو مصير الاستشارات اليوم على المحك لناحية خروجها بتكليف لرئيس جديد للحكومة من عدمه، والساعات القليلة المقبلة ستوضح مصير الأشهر الأخيرة المتبقية من العهد.