شدد شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، على “التمسك بالقيم المعروفية والوطنية”، داعياً “للتشبث بالأرض حفاظا على الوطن الذي قدمنا في سبيله التضحيات وكرسنا فيه العيش المشترك وأكدنا هويتنا الذاتية”.
وجاء كلام ابي المنى، خلال زيارة قام بها مساء اليوم الجمعة الى بلدة بتاتر (جرد عاليه) حيث اقيم له استقبال اهلي كبير وحاشد في قاعة آل غريزي العامة من قبل مشايخ البلدة وفاعلياتها الروحية والاجتماعية والاهلية ومؤسساتها ومجلسيها البلدي والاختياري وابناء البلدة، وفي مقدمتهم الشيخ ابو فوزي فضل الله غريزي، ووكيل داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي جنبلاط غريزي ورئيس البلدية فادي غريزي. ورافق سماحته وفد من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي واهالي واقارب من بلدة شانيه.
واستهل أبي المنى كلمته ببيت شعر: “لبتاتر الحب فهي الرمز والمثلُ وقلعة الجرد يروي مجدها الجبل
للعزم ركن وللإقدام مدرسة كم شبّ فيها وكم لبّى الندا بطلُ…”
وأضاف:“انها الحقيقة التي تربينا عليها بان بتاتر قلعة الابطال والرجال، واذ نزورها اليوم فإنما نزور اهلنا واحباءنا وابطال عشيرتنا، واذ نزور بلدتنا الثانية بتاتر فلأننا منكم على مسافة قريبة من القلب والعين. بتاتر العنفوان والرجولة ومواقف الكرامة والعزة والشرف والصمود والاندفاع والنخوة هكذا عرفناها وهكذا تستمر بكل عائلاتها”.
وتابع: “عندما نلتقي في قاعة آل غريزي فإنما نلتقي بكل عائلات البلدة التي تبقى عائلة واحدة في محبتها واخوتها وتوحيدها وعنفوانها وبما تمثل من صورة عامة عن جردنا الاشم وجبلنا الشامخ الابي. نزوركم مواسين بفقد عدد من احبائنا الذين افتقدناهم معا منذ فترة سائلين المولى لهم الرحمة ولعائلاتهم ولكم جميعا طيب البقاء. لقد تأخرنا في الزيارة وردّ التحية بمثلها وانتم لم تقصّروا يوما في الوقوف الى جانبنا، أكان في شانيه ام في موقعنا حيث كنا، واليوم في مشيخة العقل التي نقوى بكم حينما نشبك ايدينا ببعضها كي نكون كلمة واحدة في حمل رسالة التوحيد والوطنية والعروبة والقيم والاخلاق التي تربّينا عليها، تلك المناقب المعروفية التي نحملها معا اذ هي عنوان وجودنا في مواجهة كل التحديّات، واول مداميكها التمسك بالعقيدة التوحيدية والايمان وذلك هو الركن الاساس في هذه المواجهة بما تحمل من معانٍ سامية وفي السير صعودا في مراقي الفكر والمسلك الشريف، لتطهير أنفسنا والإرتقاء بانسانيتنا وتحقيق هذا الوجود الانساني، الى جانب تمسكنا بالقيم المعروفية التي نشأنا عليها جميعا في المحبة والمروءة والشجاعة والاخلاق والنبل والعفة والاستقامة والاخوّة الحقيقية، والتي تبقى لنا السند في هذا الجبل. والركن الآخر هو في الوطنية والتجذر بالأرض، لما لذلك من قيمة في تعلّقنا بتاريخنا وهويتنا الوطنية والعربية والاسلامية واللبنانية والتي تقوم اساسا على العيش الواحد المشترك للمحافظة على وطننا الذي قدّمنا في سبيله التضحيات والذي نحافظ عليه كما نحافظ على هويتنا الذاتية”.
وأردف: “ان المرحلة الراهنة صعبة والظروف الاقتصادية والمعيشية ضاغطة لكننا نواجهها بالتعاون والتعاضد دائما وبالقناعة احيانا والعودة الى الارض والبساطة الروحانية التي بها نكرس الاطمئنان في بيوتنا وعائلاتنا”.