جاء في “نداء الوطن”:
على الرغم من «التزام دوائر القصر الجمهوري والمستشارين بموجب التحفظ الكامل» وعدم الإدلاء بأيّ معلومات حول التشكيلة الحكومية المقترحة التي حملها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا، إلّا أن المكتوب يُقرأ من عنوانه.
وهذا العنوان، سبق وأن أفصح عنه صراحة وبالفم الملآن الرئيس ميقاتي قبل التكليف عندما وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، مشترطاً لتأليف حكومة جديدة أن تكون شبيهة بحكومة تصريف الأعمال الحالية، وأن يكون ملف الكهرباء وخطة التعافي في أولى أولوياتها.
ويقول مصدر معنيّ لـ»نداء الوطن « إن ميقاتي لم يفاجئ أيّ أحد بسرعته في إعداد التشكيلة الحكومية المقترحة وتسليمها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ساعات من إنهاء المشاورات النيابية التي أجراها في مجلس النواب، وهو في تشكيلته هذه يحظى بدعم داخلي قوامه الثنائي الشيعي الذي يرفض وضع شروط تعجيزية على الرئيس المكلف، ودار الفتوى التي أحاطت ميقاتي بعباءة سنية وارفة، والمواقف المتتالية للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي حول وجوب الإسراع بتأليف حكومة، تتحمل المسؤولية في معالجة الملفات الحياتية والخدماتية وتخفّف من الأعباء عن كاهل المواطن، وبدعم خارجي وتحديداً بدعم فرنسي لا يريد أي عائق أمام إنجاز الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها وصولاً إلى الاستحقاق الرئاسي».
ويضيف المصدر «أن الكرة صارت بالكامل في ملعب رئاسة الجمهورية، أي في ملعب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إذ عندما يطلب عون دراسة التشكيلة بدل أن ينكبّ مع ميقاتي على دراستها، فهذا يعني أنه يطلب وقتاً كي يدرسها باسيل الحاضر دائماً في كل استحقاق وتعود إليه الكلمة الفصل في البتّ بمسار الأمور، وهذا ما درج عليه منذ بداية العهد الحالي».
ويوضح المصدر أن «تشكيلة ميقاتي هي من 24 وزيراً ونسخة منقّحة عن الحكومة الحالية، وهو عكس ما أشيع بأنه قدّم تشكيلة وزّع فيها الحقائب طائفياً ومذهبياً من دون أسماء، إنما الحقيقة أنه قدم تشكيلة مكتملة الأوصاف حقائب وأسماء بتوزيعة الحكومة الحالية ذاتها مع استبدال أسماء عدد من الوزراء أبرزهم وليد فياض (الطاقة)، أمين سلام (الاقتصاد)، عصام شرف الدين (المهجرين) ويوسف خليل (المالية)، وقد شمل التغيير ست حقائب و4 وزراء، حيث سمى ياسين جابر للمالية ووليد سنو للطاقة ووليد عساف للصناعة وسجيع عطية للمهجرين.
وأطلع ميقاتي صباح أمس عون على نتائج الاستشارات النيابية التي أجراها أمس الأول وقدم له صيغة للحكومة التي يقترحها. وقد أبلغ رئيس الجمهورية الرئيس المكلف أنه سيدرس هذه الصيغة ويبدي رأيه فيها. وبعد اللقاء قال ميقاتي «على ضوء الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجريتها أمس (الأول)، وجدت أن الخيارات ضيقة جداً وأن الوقت مهم جداً. جوجلت الأفكار التي طُرحت خلال الاستشارات، وزرت فخامة الرئيس وتشرفت بلقائه هذا الصباح وسلمته تشكيلة الحكومة التي أراها مناسبة في هذه الظروف. وتعلمون وأعلم كم أن الوقت مهم، فطلب فخامة الرئيس أن يدرسها ويعود إليّ بها».
وردّاً على سؤال عن نوع التشكيلة أو توصيفها قال ميقاتي إنها «باتت موجودة لدى فخامة الرئيس».
وكان ميقاتي لدى دخوله إلى القصر الجمهوري لوّح للصحافيين بمغلف أبيض كان يحمله وقال: «هيدي التشكيلة».