أفادت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية ميشال عون لـ”اللواء”، بأنه ينكب على دراسة التشكيلة التي حملها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إليه وبالتالي لم يقل رأيه بها قبل أن يفندها. ولاحظت المصادر سرعة تسريب التشكيلة المقدمة بخط يد ميقاتي والتي أودعها لدى الرئيس عون في محاولة يمكن تفسيرها بأن هذه المسودة أصبحت في ملعب رئيس الجمهورية.
وقالت إن هناك ترجيحًا بأن ما حصل أمس لم ينل اعجاب الرئيس عون لا سيما أنه شريك في تأليف الحكومة.
ورأت أنه يحتفظ بحقه في تقديم رأيه. وبات واضحًا أن التعديلات طاولت حقائب الاقتصاد والطاقة والمال وشؤون المهجرين، واقترح الرئيس ميقاتي الوزير السابق النائب جورج بوشيكيان للاقتصاد وشخصية من آل سنو للطاقة ولم يقترح أي اسم للمال. وفهم من المصادر أن مداورة لحقت بوزارتي الطاقة والاقتصاد، ومن هنا توقعت أن ترفض المسودة الحكومية على اعتبار أنه لم يحصل تشاور بها مع الرئيس عون لاسيما أن اللقاء بينهما لم يستمر لوقت طويل.
وشدّدت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، على أنّ تعاطي الرئاسة الأولى مع عملية التشكيل، على النحو الذي حصل بالامس، إنمّا يتنافى مع الحد الأدنى من الرغبة بالتعاون المسؤول مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لتشكيل الحكومة العتيدة بأسرع وقت ممكن، لتتمكن من القيام بالمهام المنوطة بها، لاستكمال الخطوات والإجراءات اللازمة لوقف الانهيار الحاصل، والمباشرة بحلّ الأزمة الضاغطة على اللبنانيين.
واعتبرت قيام البعض بتسريب مسودة التشكيلة الوزارية الموجودة بعهدة رئيس الجمهورية ميشال عون، بأنّه سلوك متهوّر معهود من هؤلاء، لتخريب عملية التشكيل، وإبقاء لبنان بلا حكومة جديدة، بعدما فشلوا في فرض شروطهم التعجيزية، وتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العامة.
وتساءلت المصادر عن جدوى عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، وإضاعة مزيد من الوقت سدى بلا طائل، في الوقت الذي يتطلب تكاتف الجهود المبذولة بين كل المعنيين، لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الاشهر الاخيرة من العهد، ومن المستفيد من وضع العصي بالدواليب وابقاء اللبنانيين بلاحكومة، على أبواب الاستحقاق الرئاسي المقبل؟
ولاحظت أنّ الفريق الرئاسي نفسه، الذي أمعن بإغراق رئاسة الجمهورية في معارك الإلغاء، والخصومات، وتعطيل عمل الحكومات السابقة، ومنع الخطوات الاصلاحية، وهيمن على وزارة الطاقة، ودمر قطاع الكهرباء وهدر الاموال العامة بالمليارات، هو نفسه الذي يقف، وراء تعطيل مسار تشكيل الحكومة الجديدة، بعدما بشّر اللبنانيين سلفًا، بعدم تشكيل الحكومة الجديدة، لأنها تتعارض مع مصلحته الخاصة وطموحاته، لحجز موقعه المستقبلي، بامتيازات وتسهيلات، ومراكز قوى، بدأ يشعر إنها تتفلت منه مع بلوغ العهد آخر أيامه.