اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “أن حظوظ حكومة جديدة متعثرة تقريباً، ولأن العالم يتجه نحو أزمة متفاقمة فيما خص الطاقة والحبوب، لذلك المطلوب تفعيل الحكومة الحالية سريعاً، على طريقة تصريف الاعمال بالمعنى الواسع، والمبدأ القانوني يقول بتوسيع تصريف الاعمال بحجم الضرورة، ولا ضرورة أكبر من ضرورات اليوم، لأن البلد يهوي عاموديا وأم الكوارث تنتظر لبنان”.
ولفت قبلان الى “أن واشنطن تقود سلسلة حصار شامل على لبنان بهدف استسلامه، ولذلك التعويل على الاستفادة من النفط اللبناني أمر معدوم، على الأقل بالمنظار القريب، ولأن الخصومة السياسية في البلد محتدمة، ولأن الشراكة الوطنية شبه معدومة، ولأننا بلد منقسم، ولأن الغزو الدولي الإقليمي للداخل اللبناني شبه شامل، ولأن بعض القوى السياسية ترى لبنان بعين الخارج، لذلك نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول: دفن الرأس بالرمل وأخذ البلد نحو حرب أهلية، والثاني: أخذ قرارات داخلية كبيرة على مستوى حماية اليد اللبنانية وتنظيم النزوح وإنعاش الاقتصاد وإنقاذ الوضع الصحي التربوي المعيشي وفقا للإمكانات الداخلية وهي كبيرة، بما فيها تجيير أصول الدولة والبلديات والاملاك العامة في معركة إنقاذ البلد بما أمكن، ولا ثالث بين هذين الخيارين.
والثاني بمثابة مصلحة وطنية عليا، وأي تأخير بمثابة وضع السكين على مذبح وجود لبنان، ونحن قد نكون قريبين جدا من الكارثة الكبرى”.
وأكد المفتي قبلان أنه “لا بد من حل مقبول وعقلائي بين الدولة والمصارف والمودعين، ولو على طريقة حلّ الضرورة، أقول لا بد من ذلك لأن البلد بلا مصارف لا يمكن أن ينهض، كما أن بلدا بمصارف كتلك التي نهبت ودائع الناس، سيظل في القعر، ويجب ألا ننسى أن السلطة النقدية والسياسية جزء من الجريمة التي طالت المال العام ومال المودعين”.
وتوجه قبلان للسلطة السياسية: “إذا أردتم الحد الأدنى من بقاء الدولة، فعليكم برواتب مقبولة للقوى الأمنية والعسكرية والقطاع العام، والإمكانات موجودة، وأصول الدولة وخياراتها تسمح بذلك، وعملية إنعاش مالية الدولة ممكنة جدا وضرورية، والمطلوب ليس أن نبيع أصول الدولة، بل إعادة توظيفها ضمن مشاريع ربحية تنافسية بعيدا عن طاعون روتين الدولة وزواريب صفقاتها”.
وأشار قبلان الى “أن لبنان يقع ضمن منطقة تتغير فيها البيئة الأمنية والعسكرية سريعا، والتطبيع مع الإسرائيلي خطير للغاية، لأنه بمثابة ناتو أوسطي بوظيفة أمنية وعسكرية، هدفها تغيير خريطة المنطقة، ولبنان في قلب منطقة متفجرة أمنيا وعسكريا، توازيا مع خطة عزل للبنان عن محيطه العربي، وفق سيناريو أميركي، وأي تسوية إقليمية في هذه الظروف ليست أكثر من فترة حبس أنفاس، ولا مصلحة فوق مصلحة لبنان، وجهوزية المقاومة وتأمين قوة استراتيجية لحماية لبنان أكبر مصالح لبنان اليوم وغداً، وإن غداً لناظره قريب”.
وختم: “بخصوص الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، أقول: تداركوا العرب، لأن التطبيع العربي مع الصهاينة لم يبقِ من العرب إلا الاسم، ومن الجامعة إلا الرسم، وأي تورط بناتو شرق أوسطي صهيوني، سيعني أسوء نهاية مأسوية للعرب”.