جاء في “الأنباء” الإلكترونية:
مرّة جديدة يعمد القصر الجمهوري في عهد ميشال عون الى الوسائل التعطيلية ذاتها التي درج على اتّباعها مع الرؤساء المكلّفين تشكيل الحكومات. فكما فعل من قبل فعل بالأمس، تسريب التشكيلة التي قدمها الرئيس نجيب ميقاتي بحرفيتها وبخط يده ما يؤشر بوضوح إلى أن القصر الجمهوري غير موافق عليها وينبغي على ميقاتي إعداد تشكيلة أخرى تحظى برضى العهد وفريقه السياسي.
الرئيس المكلّف المنزعج من التسريب بهذه الطريقة بحسب ما أكدت أوساطه لجريدة “الأنباء” الإلكترونية سيزور قصر بعبدا اليوم، كما أشارت المعلومات، من دون أن يُعرف ما إذا كان سيحمل معه تشكيلة معدّلة أم أنه ذاهب لسماع رأي عون بالتشكيلة التي قدمها اليه.
أوساط ميقاتي رجّحت إبقاء القديم على قدمه، ناقلة عنه أنه كان يستعجل التشكيل اعتقاداً منه أن وجود حكومة أفضل من لا حكومة في هذا الظرف، لكنه أصبح يميل الى عدم الاستعجال. كما نقلت عنه قوله “إذا كان القاضي راضي وغير مهتم بسمعة عهده، فهو لا يستطيع أن يكون ملكاً أكثر من الملك”.
في هذا السياق دعت مصادر عين التينة عبر “الأنباء” الالكترونية الى “عدم استباق الأمور، فما زال هناك متسع من الوقت لتشكيل حكومة ترضي جميع الافرقاء وتنال ثقة المجلس النيابي”. المصادر توقّعت “تبلور الصورة أكثر نهاية الأسبوع على ان يحسم ميقاتي خياره الأسبوع المقبل. فإما ان يشكل حكومة جديدة او الابقاء على حكومة تصريف الاعمال”.
مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أشار لـ”الانباء” الالكترونية إلى أن “الدافع لتسريب التشكيلة الحكومية إصرار ميقاتي على سحب وزارة الطاقة من التيار الوطني الحر الذي يعتبرها حق من حقوقه ممنوع المس بها، وهي بالنسبة لهم من المسلمات وليس بوارد التخلي عنها”. وأضاف: “بمجرد ان تجرأ ميقاتي على استبدال وزير الطاقة اعتبروا هذا التصرف عملاً عدائياً، وهم ليسوا بوارد تغيير أي حقيبة ويريدون الاحتفاظ بحصصهم، ما يعني ان الامور ستبقى تراوح مكانها حتى نهاية العهد والذهاب إلى عهد جديد يمكن معه تغيير الإدارة السياسية للبلد تبدأ بوزارة الطاقة لتشمل باقي الوزارات”.
من جهة ثانية رأى جبور في اتهام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لأحزاب المعارضة بعرقلة تشكيل الحكومة بأنه “يريد ان يضع المشكلة بمكان آخر وأن يحمّل المسؤولية لكتل المعارضة، فيما الحقيقة أن ثنائية العهد والحزب تريد حكومة بشروطها، لذلك تبقى المشكلة الأساس دون حل الازمة المالية جراء القبضة الحديدية لهذا الثنائي، وأي مشاركة للمعارضة في الحكومة كمن يعطي شرعية لوضع غير شرعي، وهذا الوضع لن يتغير إلا برفع يد هذا الفريق الانقلابي عن السلطة”.
بدوره استبعد عضو تكتل نواب الشمال النائب سجيع عطية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية تشكيل الحكومة لأسباب عدة، بينها عدم التفاهم على رؤية موحدة، وانقسام النواب، “فالثقة ليست مضمونة، كما ان مسألة تشكيل الحكومة لشهرين لن تقدم ولن تؤخر”. واعتبر عطية أن ورود اسمه في التشكيلة الحكومية “لفتة مقدرة” من الرئيس ميقاتي لمنطقة عكار وتكتل نواب الشمال.