IMLebanon

لا تغيير في مقاربة الترسيم

كتب بسام ابو زيد في “نداء الوطن”:

يحاول البعض القول إن إطلاق «حزب الله» مسيّراته باتجاه حقل كاريش الإسرائيلي قد سهّل المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل ودفع بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لتفعيل تحركه، وبالمسؤولين الإسرائيليين لتقديم تنازلات، ولكن هذا الكلام تناقضه وقائع قبل وبعد عملية المسيّرات.

قال البعض إن هوكشتاين لم يكن عائداً إلى المنطقة ولكنه بعد عملية المسيرات قرر العودة، فهؤلاء لو سألوا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لكان أجابهم أنه منذ اللحظة التي ترك فيها هوكشتاين لبنان والجميع يعلم أنه عائد إلى المنطقة برفقة الرئيس الأميركي جو بايدن في رحلته إلى كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وقد ترددت هذه المعلومة عشرات المرات في تقارير ومقابلات إعلامية.

بعد عملية المسيّرات وقبلها، بقي الموقف الأميركي من الترسيم هو ذاته: الاستعداد لبذل وساطة ناجحة بين لبنان وإسرائيل وهذا هو الوعد الوحيد الذي نطق به الأميركيون ولم ينطقوا بوعد سواه، فخلال لقاء هوكشتاين بالرئيس ميقاتي في خلال زيارته الأخيرة لبيروت قال له ميقاتي إن مطلب لبنان هو «الخط 23 Plus Plus» فاستوضحه هوكشتاين ماذا يعني Plus Plus؟ فرد ميقاتي قائلاً: «يعني الخط 23 مع حقل قانا كاملاً مع تعهد إسرائيل بوقف العمل في كاريش». وقالت المعلومات إن هوكشتاين لم يعلق في اللحظة ذاتها على طرح الرئيس ميقاتي، ولكن هذا الأخير وعند توديعه للوسيط الأميركي عاد وسأله عن رأيه بهذا الطرح فرد هوكشتاين قائلاً «إن طرح 23 Plus Plus هو طرح صعب» وقد فهم ميقاتي من هذه العبارة أن طرح «23 Plus» أي الخط 23 مع حقل قانا كاملاً هو طرح قابل للنقاش وهكذا بالفعل أتى الجواب الأميركي بعد تواصل هوكشتاين عن بعد مع الإسرائيليين وهذا كان قبل عملية المسيرات.

كل الطروحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية اتت قبل عملية المسيرات ومنها مسألة التعويض الذي اقترحه الأميركيون كي يدفعه لبنان للحصول على حقل قانا كاملاً وقد أتى هذا الطرح في المقترح الذي كان قد تقدم به آموس هوكشتاين في شباط الماضي ورفضه لبنان، وقد تناهى لمسامع رئيس الجمهورية ميشال عون أن قيمة التعويض المطلوب هي 300 مليون دولار.

ما قد يسرع عملية التفاوض والتوصل إلى اتفاق ليست عملية المسيرات بل هي الحاجة الأوروبية للمزيد من كميات الغاز تعويضاً عن الغاز الروسي، وبدء إسرائيل استخراج الغاز من كاريش في أيلول أي على أطراف فصل الشتاء وبيع جزء منه للأوروبيين هو العامل الوحيد الذي يجعل الإسرائيلي يفكر بأي تنازل لصالح لبنان.