كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
تُجمع الأطراف السياسية في لبنان في صالوناتها المغلقة على أن لا حكومة جديدة قبل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، وأن كل المزايدات السياسية والإعلامية في هذا الموضوع لن تُجدي نفعاً، وخصوصاً أن رئيس الجمهورية ميشال عون لن يوقّع على حكومة لا تحظى برضى صهره النائب جبران باسيل، والأخير يريد حكومة يتمكن من التحكم سياسياً بمفاصلها بشكل كامل مع الإبقاء على وزارات أساسية في يديه مثل وزارتي الطاقة والعدل رغم كل الكلام الإعلامي عن الاستعداد للتخلي عن “الطاقة”، وهو ما لن يمرّ لا لدى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ولا لدى أكثرية الأفرقاء السياسيين وفي مقدمهم “حزب الله” الذي يدعم باسيل إعلامياً وليس سياسياً بالضغط الفعلي للتشكيل.
ويؤكد متابعون لمسار الأمور أن الوضع العام في لبنان تخطى النقاش حول تشكيل حكومة جديدة لـ100 يوم باقية من عمر العهد، إلى جوهر المرحلة المقبلة، أي العهد الجديد والرئيس الجديد. ويجزم المتابعون أن “حزب الله” يتحرك وفقاً لمعادلة من شقين:
ـ إما أن يكون خصومه على استعداد للتوصل إلى تسوية تضمن وصول رئيس وسطي لا يكون معادياً لـ”حزب الله” ويعمل ضمن الحدود المعروفة بهدف محاولة الإنقاذ المالي والاقتصادي والانفتاح على الخارج، وفي هذا الإطار يصبح الحزب غير متمسك بأي مرشح من قوى 8 آذار، لا سليمان فرنجية ولا غيره، وخصوصا أنه لا يرغب بتحمل وزر المرحلة المقبلة وخصوصاً أمام بيئته، إن لم يتم الإنقاذ الاقتصادي بما يعني وقوع الانفجار الحتمي.
ـ وإما في حال الإصرار على مرشح يثير حساسيات “حزب الله”، فإن الحزب لن يتردد بالإصرار على مرشح مواجهة من صلبه وسيكون خياره الأول عندها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
وفي السياق نفسه يؤكد المتابعون أن “حزب الله” بدأ بتليين موقفه من قائد الجيش الذي يحظى بدعم أميركي وغربي واسع إضافة إلى احتضان داخلي تمثل حتى بإعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع تأييده الضمني لشخصية العماد جوزف عون… فهل بدأت تباشير تحضير الانتقال من اليرزة إلى بعبدا؟ يجزم المتابعون: لا شيء محسوماً على الإطلاق، إنما كل الاحتمالات باتت مفتوحة بانتظار اتضاح الصورة الإقليمية التي ستشكل الأساس في حسم الملف الرئاسي في لبنان… وحتى ذلك التاريخ أنسوا أي حكومة جديدة أو أي حلحلة.