Site icon IMLebanon

دوكان في بيروت من جديد: مفوّض سامي فرنسي لتدمير لبنان؟!

جاء في وكالة “أخبار اليوم”:

يترقب اللبنانيون بقلق بالغ زيارة جديدة للموفد الفرنسي السفير بيار دوكان إلى بيروت، والذي بات أشبه بمفوّض سامي يمثل الانتداب الفرنسي الاقتصادي على لبنان.

وإذا كان قسم من اللبنانيين يتمنون لو يعود الانتداب الفرنسي للبنان للتخلص من الهيمنة الإيرانية عبر سلاح “حزب الله” وليحصلوا ربما على جواز سفر فرنسي يخوّلهم أن يجولوا في العالم بشكل محترم، إلا أن اللبنانيين باتوا ينظرون بريبة واضحة إلى الدور الاقتصادي والمالي الفرنسي في لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019، وخصوصاً وأن الضغوط الفرنسية التي مورست على الساحة اللبنانية هدفت حصراً إلى تقويض النظام المالي والاقتصادي اللبناني في مقابل إراحة “حزب الله” ومن خلفه إيران على الساحة اللبنانية.

وفي حين رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ انفجار مرفأ بيروت، سواء مباشرة في زيارتيه الشهيرتين في 6 آب وفي 1 أيلول 2020، وسواء خلال الزيارات المتكررة لموفده دوكان، أي مواجهة مباشرة مع “حزب الله، لا بل على العكس أصرّ على مسايرة الحزب الذي يسيطر على القرارات اللبنانية كما على مرافق الدولة ومؤسساتها وقدّم كل التنازلات الممكنة للحزب وأبقى على خطوط التواصل المباشرة معه سواء عبر دوكان أو عبر السفيرة الفرنسية في بيروت، أصرّ ماكرون عبر مبعوثه دوكان على العمل الحثيث لتدمير أسس النظام الاقتصادي والمالي في لبنان من دون تقديم أي بدائل وبهدف وحيد تمثل بمحاولة وضع اليد الفرنسية على الاقتصاد اللبناني تأميناً لمصالح باريس لا اللبنانيين!

ويذكر خبراء عبر وكالة “أخبار اليوم” كيف شجّع دوكان رئيس الحكومة السابق حسان دياب على اتخاذ قرار التخلّف عن دفع سندات اليوروبوندز، إضافة إلى كل القرارات التي استهدفت إسقاط القطاع المصرفي وإعلان إفلاسه بما يطيح كامل حقوق المودعين ويصفّر ديون الدولة للسماح للطبقة السياسية بالاقتراض من جديد بالتزامن مع الامتناع الفرنسي عن ممارسة أي ضغط لإجراء الإصلاحات الأساسية والجذرية المطلوبة، بدءًا من إصلاح قطاع الكهرباء الذي خضع الفرنسيون فيه مقولة العجز عن إصلاحه مروراً بإقرارهم بعدم إمكانية ضبط الحدود واستحالة إصلاح القطاع العام وإدارات الدولة.

ويخشى الخبراء من أن إمعان دوكان في ممارسة ضغوطه اليوم من خلال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائبه سعادة الشامي لتمرير إجراءات مجتزأة وبالمفرّق من دون وضع خطة متكاملة المعالم لاستنهاض الاقتصاد اللبناني وإقرار موازنة تتماشى مع الحاجات الملحة انطلاقا من الإصلاحات الفعلية المطلوبة، إنما يهدف إلى ضرب ما تبقّى من أسس الاقتصاد في ظل أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، وخصوصاً أن الفرنسيين فشلوا في كل مساعيهم في إقناع المملكة العربية السعودية في مساعدة لبنان بعدما تيقّنت الرياض أن باريس إنما تقدّم خدمات مجانية لطهران في لبنان عبر تسليم “حزب الله” كل مفاصل السلطة والقرارات وضرب عناصر القوة التي لا تزال موجودة لدى معارضي الحزب.

ويختم الخبراء بالسؤال: أي هدف خبيث وراء زيارة دوكان الجديدة؟ فلننتظر ونرَ…