أطل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ليل الاثنين مقدما “خدماته” بجلب الفيول الإيراني مجانا لمعامل الكهرباء في لبنان، محاولا من خلال طرحه احراج الحكومة بالقول أنه “حاضر أن يجلب الفيول الإيراني عندما تعلن الحكومة اللبنانية انها جاهزة لاستقبال السفن القادمة من ايران”، غامزا بذلك خوف الحكومة والمسؤولين اللبنانيين من العقوبات الأميركية في حال حصل أي تعاون مع ايران.
يصعب علينا أخذ عرض السيد على محمل الجد، نظرا الى أن إيران نفسها تعاني من أزمة انتاج وتوزيع الكهرباء منذ عام 2021، فكيف لها مساندة لبنان من دون أي مقابل؟ وكيف لنا أن نصدق أنها ستعطي لبنان الكهرباء مجانا من دون أي بديل، هي التي حرمت العراقيين من الطاقة الكهربائية في وقت تعاني البلاد من أعلى درجات الحرارة؟
مرّ 3 أشهر والعراق ممنوع من الغاز الإيراني من دون العثور على أي بديل حتى الساعة، في حين برر المدير التنفيذي لشركة إدارة الكهرباء الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي تعليق تصدير الكهرباء للعراق، إلى ضرورة “سد احتياجات البلاد داخليا”، علما ان الهيئات الحكومية الإيرانية قلصت ساعات عملها بسبب أزمة الطاقة.
هل تتكرم إيران بضخ الفيول للبنان مجانا خدمة لعيون السيد في حين كانت تصدر الغاز للعراقيين بكلفة باهظة الثمن وتوقفت لعدم قدرتها على استمرار التصدير؟ الأجدى بالنظام الإيراني ان يعالج أزماته قبل أن يعرض السيد نصرالله حل مشاكل لبنان من فيول الإيرانيين.