IMLebanon

الفهيم والفهمان والأفهم!! (بقلم ميشال طوق)

أطل علينا أحد “فلاسفة زمانه” ليُتحفنا بنظرية، ليس فقط أنها لا يمكن أن تركب على قوس قزح حاضراً، وإنما لم تركب عليه منذ بداية التاريخ حتى اليوم : يجب على المقاومة أن تستظل بالدولة!!

طيب يا فهيم، عندما توجد الدولة، هل يبقى أي مبرر لأي مقاومة؟؟ هل طُبقت هذه النظرية إلا في أشباه الدول التي كانت محكومة مما يُسمى بالمقاومة؟؟

المقصود بكلام الفهيم أن حزب الله إستظل بالدولة اللبنانية، ولذلك صمد وما زال…
نسي، بل تناسى، أن هذا الفصيل التابع للحرس الثوري الإيراني له أجنداته الخاصة الملتزمة والمرتبطة إرتباطاً وثيقاً بحكم الملالي في إيران، وهو بالدعم الإيراني والسوري معاً، إستطاع أن يطوع بالترغيب والترهيب معظم أشباه هذا الفهيم، كما معظم دوائر ومؤسسات الدولة، وأصبح بطريقة أو بأخرى الآمر الناهي بمعظم شؤون الدولة اللبنانية ومصير اللبنانيين مُعلق على مزاج أمينه العام، الذي أتحفنا أيضاً بالتزامن مع معلقات الفهيم، أنه مُكلف من الله بالدفاع عن لبنان!!!

هل يمكننا السؤال ما نوع التكليف؟؟ أهو بتسجيل صوتي أو صوت وصورة أو رسالة نصية أو وكالة مكتوبة موقعة من الملاك جبرائيل؟؟
الهدف من كلام الفهيم، هو الذبذبة على المقاومة اللبنانية الأصلية والأصيلة والوطنية، التي لولاها لما بقي أي شيء ليصبح لاحقاً شبه دولة، ويوم كانت هذه المقاومة الاصلية موجودة وفاعلة لم يكن هناك أي وجود للدولة التي قوض كل أسسها الفلسطيني ولاحقا السوري.

لكنه تناسى أيضاً أنّ عمّه كان مؤتمناً على الدولة ومؤسساتها، وحوّل هذه المؤسسات الى عصابات فبات مطلوباً للعدالة بفعل تمرده وخرقه لكل القوانين.

“الفهيم الغلط في المكان الغلط مع النظريات والكلام الغلط”، والمُضحك أنه “حريص على أنّ مَن سيأتي من بعده سيكمل مسيرته” لأن مسيرته فريدة من نوعها على جميع المستويات، ويجب أن ينتهجها كل مَن يسعى الى التغيير… للأسوأ!

منذ أن أرسل الإغريق حصانهم الى الطرواديين، أصبح كل غاصب وكل محتل وكل متربص، يفتش عن حصانه أو أحصنته التي سيدمر بها دفاعات وأسس الطرائد العدوة التي يسعون الى تقويضها وإحتلالها والسيطرة عليها.
مع التنويه بأن معظم تلك الأحصنة على مرّ التاريخ، كانت تملك ذكاءً كافياً لتخدم مشغليها في الظل لأطول فترة ممكنة، أما عندنا، فمن يستعملها أشباه الطرواديين، هم أشباه الأذكياء، وأشباه الأحصنة، أي أحصنة بالإسم فقط، أما بالإداء، فلكل قارىء أن يتخيل أحد هؤلاء الكُثُر، وسيعرف حتما وفوراً لأي فصيلة ينتمون.