جاء في “الأنباء الكويتية”:
عصف مواقف ومستجدات، لفح المشهد السياسي في لبنان، دون نتائج مرجوة حتى الآن.. من لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع ممثلي حزب الله في منزله بشارع كليمنصو في بيروت، إلى إلقاء محكمة التنفيذ الحجز الاحتياطي على ممتلكات النائب علي حسن خليل وزميله غازي زعيتر، بدعوى وكلاء ذوي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، والعودة المرتقبة، قبل نهاية هذا الشهر للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، حاملا الجواب الإسرائيلي على الطروحات اللبنانية بخصوص ترسيم الحدود البحرية، والاستحقاق الرئاسي الذي عاد الى الواجهة بقوة.
بالنسبة للحكومة بات واضحا لقيادة التيار الحر، الذي لم يسم رئيسها المكلف نجيب ميقاتي، ان الاخير لن يقدم له حكومة يريدها ضمانة لاستمراره في السلطة، بعد انتهاء ولاية عون. ولذلك لم يعد بيده سوى تصعيد المواجهة مع الرئيس المكلف، من خلف متراس رئاسة الجمهورية، التي قابلت صدود ميقاتي بالدعوة لاجتماعات وزارية في القصر الجمهوري، تحت رئاسة الرئيس عون، بداعي معالجة بعض المستجدات، ويمكن اعتبار قضية النازحين السوريين التي أثارها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، في حديثه لـ «الأنباء» نموذجا.
في غضون ذلك، نقل عن الرئيس المكلف انه ما أطلق يوما موقفا إلا بعدما اشبعه درسا، ولم يقدم على فعل الا وكان موزونا بميزان الذهب.
ورأى ميقاتي، وفق إذاعة «لبنان الحر» ان مضبطة الاتهام توجه بحق الفريق الذي اجبره كارها على النزول الى ساحة الاشتباك معه، بعدما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، ملمحا بذلك الى التيار الحر، الذي اعتاش على المماطلة وأتقن لعبة «الصبي المشاكس» الى درجة بات معها ينطبق عليه القول، انه لم يترك له صاحبا، ولا خلق صديقا، بدليل دخوله في حروب دائرية مع كل الذين تعاقبوا على رئاسة الحكومة منذ ان قرر الفريق المشاركة في الحكومات، بعد العام 2008، ومشهورة صراعاته مع الرئيس تمام سلام المشهود له بطول الأناة وقد أخرجه عن طوره، ولم يكن سلوك هذا الفريق، تجاه ميقاتي، إلا ضمن إظهار انه يريد إجراء عملية تأديب لمقام رئاسة الحكومة ومحاصرته دوما، وجره الى المواجهات على نحو يبقيه في حال دفاع عن النفس، لكونه متهما دائما ويتحمل المسؤولية.