أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني في تصريح له من مجلس النواب عقب اجتماع لجنة المال والموازنة أن “الوضع الاستثنائي الذي يعيشه لبنان يتطلب الكثير من الاصلاحات خصوصاً في القطاع العام وعلى المستوى المالي والموازنة هي في صميم ذلك”، مضيفاً: “كانت لنا تحفظات عدة على الكثير من البنود في مطلع الموازنة والتي يجب ان تدرج في نصوص قانونية على حِدة لأن أي نص لا اثر له على ارقام الموازنة يجب الا يدرج فيها. كما نتحفظ عن مقاربة الموازنة ككل، لانها ليست اصلاحية بالفعل”.
وتابع: “يقال دائماً ان صندوق النقد مهتم جداً بوجود موازنة مُقَرّة ولكن ليس المطلوب اي موازنة لرفع العتب بل كي تكون مجدية كما نحن نطالب منذ سنوات يجب ان تتضمن مواد اصلاحية فعلية وتعكس أرقامها. حتى اليوم معظم المواد المقترحة عادية ولا ترقى الى مستوى الوضع الاستثنائي الذي نمر به. غالبيتها لها علاقة بالازمات الآنية كالكورونا وغير مرتبطة بالمشاكل العضوية”.
كما أعرب حاصباني عن “تفاجئه بالجواب الغريب لوزير المال يوسف خليل على تساؤلاته هذه بقوله إن الموازنة تصحيحية وليست إصلاحية”.
وأردف: “تصحيحية اي تصحح الخلل الناجم عن الوضع الذي حصل جراء الكورونا كما تقوم به معظم دول العالم عقب هذه الجائحة، لكن واقع لبنان لا يقتصر على تداعيات كورونا بل يعيش ازمة عضوية. لقد تشكلت حكومتان منذ وقوعها ولم يحصل اي اصلاح فعلي في القطاع العام، لذا نحن بحاجة الى موازنة تصحيحية وإصلاحية في آن تدخل في صميم الخطوات الاصلاحية التي يجب علينا القيام بها من دون انتظار ان يطالب بها صندوق النقد”.
وتابع: “لذا يهمنا اطلاع الرأي العام على تحفظاتنا على الكثير من البنود الواردة في هذه الموازنة وتسليط الضوء على بنود غير واردة وكان يجب ان تتضمنها على ان نتابع هذا النقاش بشكل بناء خلال بحث ارقام الموازنة خصوصاً اننا لا نريد ذكر ايرادات وهمية على الورق وغير قابلة للتطبيق لتبرير المصاريف، فتوحي للناس بأنه تم تقليص العجز نظرياً فيما هو يزداد عملياً لأن المصريف صرفت فيما الواردات لم تحقق ونحن اصبحنا نقترب من نهاية السنة. حتى الآن لم يقدم لنا الأثر المالي لأي بند في الموازنة، لذا نحن لسنا مع رفع الضرائب ورقياً بل مع معادلة اقتصادية تحفّز الاقتصاد ضمن خطة متكاملة للحكومة تدفع نحو النمو الاقتصادي وتؤمن للمواطنين حقوقهم وتضع الضرائب بشكل ايجابي وتضمن تحصيلها بشكل عادل بين المواطنين”.
ورداً على سؤال، أجاب: “لسنا مع تفويض اي كان لتحديد سعر الدولار الجمركي بل نحن مع ان يندرج اي تحديد للاسعار ضمن الموازنة لنعرف على اي اساس تبنى. فلسنا مع “دولار بسمنة ودولار بزيت”. المطلوب مقاربة شاملة لتحديد سعر الصرف وعدم وجود اسعار عدة لصرف الدولار تكون بمثابة ترقيعات تسبب مشاكل اكبر في المستقبل”.