IMLebanon

“التيار” أحرق الطبخة ولا حكومة بتوازنات جديدة

كتب رولان خاطر في “النهار”:

النار الحكومية التي اشتدت في الساعات الأخيرة يبدو أنها حرقت الطبخة. خصوصاً مع التسريبات التي نُقلت عن “التيار الوطني الحر” وتراجع عنها لاحقاً، من أنّ زيارة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا جاءت تحت وقع التهديد، خصوصاً أن ميقاتي، بحسب “التيار” أعلن في العديد من مجالسه الخاصة أنه “مش حرزانة نشكّل حكومة”.

وفيما أطاح “التيار” بالأجواء الإيجابية عبر استئناف نغمته القديمة بشأن الحصص والمكاسب الوزارية، من هذا المنطلق، شددت أوساط حكومية على ان ميقاتي حريص جداً على تشكيل حكومة جديدة، وإلا لما عاد وزار قصر بعبدا للنقاش في الصيغة التي قدّمها، مشيرة إلى أن المعني مباشرة بعملية التشكيل هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف فما دخل “التيار الوطني الحرّ” التدخل في هذه اللعبة، فليعطي رأيه كغيره من الأطراف السياسية، بعيداً عن التدخل في عملية التشكيل. ودعت إلى وقف عملية التشويش على مساعي الرئيسين من خلال تسريبات معروفة المصدر والأهداف.

وفي معلومات “النهار”، أنّ ميقاتي رسم حدود النقاش ويدور حول الصيغة التي قدمها في حزيران الفائت، ومقاربته قائمة على الحفاظ على ستاتيكو التشكيل الحالي من دون الدخول في توازنات جديدة لتمرير المرحلة، ويبدو ان هذا الأمر “مش زابط”، وهو ما تدل عليه تسريبات “التيار” عن توسيع الحكومة وزيادة عدد وزراء الدولة وتوزيع مختلف للحصص.

وفيما ترى مصادر متابعة للملف الحكومي ان “التيار” ليس بوضع مريح نتيجة عودته الى النغمة القديمة، تشدد على أنه من غير المقرّر أن يخضع الرئيس ميقاتي لأي شروط، فما رفضه بالأمس لن يقبل به اليوم على أبواب دخول البلد موعد انتخاب رئيس جمهورية جديد، أو أقلّه انتهاء ولاية العهد العوني، وبالتالي، الرئيس ميقاتي يستمر في العمل على رأس حكومة تصريف الأعمال التي ستستمر بدورها بالقيام بما يتوجب عليها في هذه المرحلة.

وعلى رغم كل الشكوك والايحاءات، تؤكد أنّ ميقاتي يمثل الطائفة السنية في رئاسة الحكومة، وهذا الموقع بحد ذاته يشكل شرعية حقيقية له، ولا داعي لتجييش العصب الطائفي، أو استخدام الشعبوية في أي منازلة أو مسألة غير مستحقة. علماً أنّ دار الفتوى وحتى رؤساء الحكومات ليسا بعيدين عن توجهات الرئيس المكلّف. واليوم، مسألة صلاحيات رئاسة الحكومة غير مطروحة والقيادات السنية عادة حاضرة للدفاع عن الحقوق عند أي تطاول او محاولة لمصادرة هذه الحقوق من أيّ طرف، وبالتالي ليس من المقرّر الانزلاق إلى هوايتهم المتمثلة بـ”لت الحكي”.

وتعقيباً، تشير الأوساط الحكومية إلى أن هدف ميقاتي تسيير شؤون البلد وحياة الناس اليومية، بينا هدف التيار” خلق سجالات باعتبار أن هذا الأسلوب من العمل السياسي يحقق لهم نقاطا على الفريق الآخر، فيما الناس في مكان آخر، وهناك قرار لدى الرئيس المكلّف بعدم الردّ أو الدخول في سجالات إلا حيث يلزم لتصحيح الوقائع.

وبحسب معلومات “النهار”، فإنّ صعود ميقاتي إلى القصر يوم أمس الأول لم يكن لا تحت التهديد كما أشيع، ولا بدفع غربي – فرنسي أو حتى رضى شيعي، ولم يكن توقيته نزولا عند كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير الذي دعا فيه إلى تشكيل حكومة جديدة، بل جلّ ما في الأمر ان الدعوة وجهها الرئيس ميشال عون إلى ميقاتي خلال معايدة الأخير له في عيدة انتقال السيدة العذراء، وقد لبّى الرئيس ميقاتي الدعوة.

وفيما الأجواء المتواترة تطرح معادلة “لا تقدّم ولكن لا تراجع” بانتظار المعطيات والمستجدات المقبلة، فإن لا شيء يوحي بأنه سيكون هناك لقاء بين الرئيسين عون وميقاتي في قصر بعبدا اليوم. وربما من الواقع التطلّع إلى ما يجري في الإقليم لمعرفة ما يمكن ان ينتج عنه في لبنان.