كتب كافي عبد الصمد في “الأخبار”:
يلتزم أهالي أكثر من 30 مفقوداً كانوا على متن قارب الموت الذي غرق قبالة شاطئ مدينة طرابلس، في 23 نيسان الماضي، الصمت، ويفضّلون عدم التطرّق إلى الموضوع أو إصدار أيّ بيان بهذا الخصوص. وقد وصلت في وقت سابق غوّاصة، من المفترض أن تبدأ يوم الاثنين المقبل عملها في انتشال رفات المفقودين وتسليمهم إلى ذويهم، تمهيداً لدفنهم في مدافن عائلاتهم التي أبدت رغبتها بذلك مراراً.
وأعرب عدد من أهالي المفقودين لـ«الأخبار» عن عدم رغبتهم في التحدّث بالموضوع، لافتين إلى أنّه «لا معلومات لدينا، سوى أنّنا تبلّغنا بأنّ الغوّاصة ستبدأ عملها مطلع الأسبوع المقبل»، وموضحين أنّه «لا نتوقع أيّ نتيجة من عمل الغوّاصة، ونترك للأيّام المقبلة كشف ملابسات حادثة الغرق والعثور على رفات الغرقى»، الذين هم بغالبيتهم من النساء والأطفال، ومن جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية. يُرجَّح أنّ الغرقى كانوا في قُمرة قيادة القارب في الطابق السفلي منه، ولم يستطيعوا الخروج منها عند وقوع الحادثة.
ورجّح متابعون للقضية لـ«الأخبار»، أنّ «أهالي المفقودين فضّلوا عدم القيام بأيّ تحرّك أو حتى إصدار أيّ بيان متعلّق بقضيتهم، منذ حادثة اقتحام أحد أهالي المفقودين موقعاً للجيش اللبناني في منطقة القبة في طرابلس في 2 تمّوز الماضي، واعتدائه بالطعن على أحد العسكريين، والرد بإطلاق النّار عليه، ما أدّى إلى مقتله وما رافق الحادثة وأعقبها من توتّر أمني بين الجيش وأهالي المفقودين».
وأشار المتابعون للقضية، نقلاً عن بعض أهالي المفقودين، إلى أنّهم «باتوا يفضّلون انتشال رفات أقربائهم ودفنهم بهدوء ورفضهم استغلال القضية من قبل أيّ فريق، لأنّ أيّ تحرّك سيقومون به لن يعيد إليهم من فقدوهم».