Site icon IMLebanon

الحلبي: هذا همّ الوزارة الأكبر

أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، عشرة من الأطر المرجعية والمؤلفات المتعلقة بالإعتماد الأكاديمي والمعايير المحدثة للمدرسة الفعالة، والإطار المرجعي للشراكات المجتمعية، ودراسة بحثية حول التطوير المهني المستمر لمدير المدرسة والإدارة التربوية، وأدوات تقويم الكفايات بناء على الإطار المرجعي لكفايات المدير.

تم الإطلاق خلال حفلة نظمها المركز التربوي في مبنى المطبعة، بحضور مدير المجلس الثقافي البريطاني دايفيد نوكس، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، مدير التعليم الأساسي جورج داوود، مديرة المديرية الإدارية المشتركة سلام يونس، مديرة برنامج التعليم الشامل صونيا خوري، رئيس دائرة التعليم الإبتدائي هادي زلزلي ورئيسة دائرة الإمتحانات أمل شعبان.

وحضر من المركز التربوي رئيسة مكتب الإعداد والتدريب رانيا غصوب، رئيس مكتب التجهيزات والوسائل التربوية جورج نهرا، مدير مشروع القرض الدولي S2R2 الدكتور جهاد صليبا، منسق الوحدات الفنية باسم عيسى، منسقة الهيئة الأكاديمية رنا عبد الله ورؤساء أقسام المواد الدراسية.

كما حضر الأمين العام للمدارس الإنجيلية الدكتور نبيل قسطة، وممثلون عن عدد من المؤسسات التربوية الخاصة ومشروع كتابي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وجمع من الخبراء في التربية والإدارة والتكنولوجيا وغيرها.

وقال وزير التربية: “أصبح إسم المركز التربوي للبحوث والإنماء مرادفاً للإنتاج التربوي والبحثي، في كل الظروف ومختلف الأحوال. واليوم نحن على موعد مع إطلاق باقة من الأطر المرجعية المتعلقة بتحسين فعالية المدرسة كمؤسسة تربوية إدارية ثقافية إجتماعية تنموية، قادرة من خلال طاقمها الإداري والتربوي والفني على تقديم التعليم الجيد والتقييم الصحيح، وتلبية حاجات التطور المنشود. فالمؤلّفات العشرة التي نطلقها اليوم تأتي من ضمن الأطر التربوية التي تعتَبَرُ وثائق تربويّة أساسيّة. وهي مرجع للتعيينات والعمل وتطوير المدرسة الرسميّة. كذلك لزيادة إنتاجيتها، ولتكون مؤسسةً فاعلةً وأكثر تأثيرا في المجتمع اللبناني، ما يمكّنها من لعب الدور الأساسي في إعداد المواطن اللبناني”.

وأضاف: “اسمحوا لي في هذه المناسبة أن أتوجّه بالشكر إلى قسم الإدارة التربوية، برئاسة الأستاذ أكرم سابق الذي بذل مجهودًا جبّارًا لإنجاز هذا العمل. ومن دون إغفال كلّ لحظة تعبٍ أو قطرة جهد بذلها القيّمون على هذا العمل بالذات، من رئيس المركز التربوي السابق الأستاذ جورج نهرا والرئيسة الحالية الدكتورة هيام إسحق، مع كلّ الذين تعبوا لتحقيق هذا النجاح التربوي وسط هذه الأجواء المشنِّجَة التي نعيشها اليوم. وأخصّ بالشكر أيضًا وحدة ال S2R2 وفريق العمل فيها. هذه الوحدة التي عمِلَت على تأمين التمويل اللازم لإنجاز هذه الأطر التي تشكّل العمود الفقري للتربية في لبنان، ولتطوير النظام التربوي بِرُمَّتِهِ”.

وتابع الحلبي: “ما يجب أن يدركَهُ المهتمّون بالقضايا التربويّة هو أنّ كلّ ما يتعلّق بالتربية بات يعمَل وفاقا لمعايير الإعتماد الأكاديمي الذي يحقّق جودة العمل التربوي في المؤسّسات، ويثبّت الأطر والمعايير التي ترفع الجهوزيّة لكلّ الكادر التعليمي التعلُّمي؛ إضافةً إلى البيئة المدرسيّة كلّها. مع الإشارة إلى أنّ دور المدير لم يعد دورًا ثانويًّا بل أصبح أساسيّا، لأنّ عمليّة التطوير قد أُنِيْطَت به، إضافةً إلى عمليّة القيادة والحوكمة التي لا تنفصل عن العملية التربوية. كذلك لا يمكن أن نغفلَ دور المربّي والناظر وأمين المكتبة والمنسّق الذين يشكّلون أساس كلّ مؤسّسة تربويّة لأنهم العائلة التربوية الموجودة في المدرسة. لذلك كله، نضع اليوم هذه الجهود كلّها بيد المدير العام والمديرية العامّة للتربية، مع الإشارة إلى خضوعها الدائم كلّها للتطوير، والربط بالمناهج الجديدة، وصولاً إلى كيفيّة تطبيقها، فضلاً عن آلية التعاون ما بين المركز التربوي والمديرية العامّة للتربية، وهذه كلّها تؤمّن ديمومة العمل التربوي في لبنان وتقدّمه واستمراره”.

وأردف: “لم يهمل واضعو هذا الأطر والأبحاث الإطار المرجعي للشراكات المجتمعية التي تعزز ارتباط المدرسة بمجتمعها وبالمؤسسات الحية فيه، ليتوافر للمدرسة الإحتضان والعناية والرعاية من السلطات المحلية والمجتمع المدني. لقد فرض التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في الحياة اليومية وفي التعليم والتربية، مهارات وكفايات جديدة، وباتت إدارة المدرسة ملزمة بالإنخراط الفعلي في عملية التطوير وقيادتها ومواكبة تقدمها، وتقويمها ورصد نتائجها. إن هذه  العملية تأتي في الوقت المناسب، إذ أننا في قلب ورشة تطوير المناهج ولو تأخرت بعض الشيء عن الروزنامة المحددة لها، بهدف المزيد من الشراكات والإسهامات، كما أن هذا التطوير في عمل الإدارة وتوصيف وظائفها يستوجب تدريبات واختيار موارد بشرية بمواصفات مؤهلة لتولي هذه المهام واستخدام التكنولوجيا في الإدارة والتعليم والتواصل”.

واعتبر أن “الهم الأكبر الذي يشغلنا راهناً في الوزارة والمركز التربوي، هو تأمين مقومات التعليم الحضوري في مدارس لبنان، وتمكين المعلمين والمتعلمين من الوصول إلى المدارس، مع توفير مقومات تشغيل المدرسة وسلامة أسرتها وتلامذتها ومتعلميها صحياً ونفسياً واجتماعياً. وإنني في هذه المناسبة الكريمة، أحيي رئيسة المركز التربوي الدكتورة هيام إسحق، التي نجدد ثقتنا بها وبمهنيتها وكفاءتها وهي على قدرها، كما نحييها على جهودها مع فريق عمل المركز، هذا الفريق الذي يتابع الإنتاج بكل إندفاع ومسؤولية، وفريق عمل برنامج S2R2  الذي يؤازر المركز في هذه الورشة. كما أحيي الشراكة اليومية والتناغم والعمل المشترك مع المديرية العامة للتربية، بإدارة الأستاذ عماد الأشقر الذي يعمل أيضا بمهنية وكفاءة عاليتين ، والطاقم الإداري الذي يعاونه”.

وأضاف: “لقد استدعت التحضيرات للعام الدراسي الجديد، مزيداً من السيناريوهات، والكثير من التنسيق والتعاون، لتعويض الفاقد التعليمي، والعودة إلى سنة دراسية عادية كما نأمل ونخطط. كما أن المدرسة الصيفية استقبلت التلاميذ بأعداد فاقت التوقعات، وقاربت أعداد المسجلين التسعين ألفاً، مما يوسع الشريحة التي تستفيد من هذه المدرسة، في تعويض الفاقد التعلمي، والحد من التسرب المدرسي، وتأمين العناية بالمتعلمين. فالعام الدراسي الجديد هو شغلنا الشاغل في الوزارة والمركز التربوي، وفي اجتماعاتنا الوزارية ومع الجهات المانحة والدول الشقيقة في الخارج. ويقيني أننا سوف نخوض التحديات بتكافلنا معاً إن شاء الله وبمساعدة الأصدقاء والأشقاء”.

كما دعا “الجميع إلى الإفادة القصوى من هذه الأطر المرجعية ومناقشتها، وتحويل مضامينها إلى مشاريع قوانين ومراسيم وأنظمة، تؤدي إلى زيادة فعالية مدارسنا، وتوصيف الوظائف والمهام فيها، والإفادة من التقويم والبحوث التي ترشّد توجهاتنا التربوية، لكي ننطلق في التجديد والتطوير بصورة متكاملة ومتوازية مع الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي”.

وختم: “مبروك هذا النتاج التربوي الإداري الرائع، وإلى المزيد من العطاء من أجل التربية في لبنان”.