IMLebanon

هل قطع “الحزب” الأمل بتأليف الحكومة؟

كتب حسين زلغوط في “اللواء”:

في الوقت الذي تعجُّ فيه الساحة اللبنانية بالكثير من الصراعات السياسية، والازمات الاقتصادية والمالية، وما يتفرع عن هذه وتلك من أزمات تشد على خناق اللبنانيين الذين لم يعد لديهم القدرة على تحملها أو مواجهتها، يقف أهل الحل والربط من السياسيين عاجزين عن ابتداع أي حلول للمشاكل الموجودة التي باتت تهدّد لبنان بالذهاب الى الفوضى والإنفجار الاجتماعي الذي لن يكون له أية ضوابط بفعل الواقع السياسي المأزوم وغياب الاتصال والتواصل بين المسؤولين، وكذلك بفعل غياب الرعاية الدولية للبنان والتي عادة ما كانت تلعب دوراً محورياً في معالجة الازمات لا سيما المالية منها والاقتصادية.

ووفق ما هو متوافر من معطيات، فإن الواقع اللبناني على مختلف الأوجه باقٍ على حاله أقله حتى نهاية هذا العام، فالوضع الحكومي من غير المؤمَّل أن يطرأ عليه أي جديد بالمعنى الايجابي في ظل استمرار هذا النوع من النكد السياسي ومقاربة ملف التأليف على قاعدة النكايات التي أطلقت الأسبوع الفائت إن من قصر بعبدا أو السراي أو ميرنا الـشالوحي بأي بصيص أمل كان من الممكن أن يظهر على مستوى تشكيل الحكومة العتيدة.

وفي دلالة واضحة على عمق التأزم الحكومي كانت دعوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد إلى تعويم الحكومة الحالية، حيث ان «حزب الله» ما كان يتبنى مثل هكذا خيار الذي يعرف انه بحاجة إلى فتوى دستورية غير سهلة المنال، لم يكن قد وصل إلى قناعة تامة باستحالة تأليف حكومة جديدة قبل الدخول في مدار المهلة الدستورية لانتخاب رئيس.

ويقول العارفون بخبايا الأمور أن العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وصلت إلى مرحلة لم يعد بإمكان أي فريق سياسي لبناني الدخول على خط ترميمها، وأن قابل الايام من الممكن ان يحمل المزيد من التوتر بين الرئيسين بفعل التباعد الكبير بينهما في مقاربة ملف التأليف، حيث أن الرئيس عون ليس في وارد التراجع عن مطالبه بالحكومة الثلاثية أي بزيادة 6 وزراء دولة، وكذلك رفضه التخلي عن وزيرين بالصيغة التي يطرحها الرئيس نجيب ميقاتي والرامية إلى إبقاء الحكومة الحالية مع تغيير محدود يطال وزيري الاقتصاد والمهجرين.

ويرى هؤلاء أن الفشل في فتح كوَّة في العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يعني أن حكومة تصريف الأعمال سترافق العهد حتى انتهاء ولايته، وأن ما تبقَّى من أيام فاصلة عن الخريف المقبل ستكون حبلى بالاشتباكات السياسية والمواقف الحادة بين الطرفين.

واذا كان من المعروف عن رئيس مجلس النوب نبيه بري تدخله في الربع الساعة الاخيرة في أي أزمة تنشأ على أي مستوى وإخراج أرنب الحل من جيبه، فإنه هذه المرة سيغير من عادته، وهو كما يؤكد قريبون منه لن يتقدم بأي مبادرة محددة تتعلق بتأليف الحكومة، وأن جُلَّ ما سيقوم به خلال مهرجان صور اليوم في ذكرى اخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه هو حث المعنيين على الاسراع في تأليف حكومة مكتملة الاوصاف تكون قادرة على مواكبة الملفات الداخلية والاستحقاقات الخارجية، وهو سيرفع من منسوب تحذيره من عدم معالجة الوضعين الاقتصادي والمالي لما لذلك من تبعات خطيرة على مجمل الوضع اللبناني.

ووفق هؤلاء فإنه سيكون للرئيس بري في خطابه اطلالة على ما يجر ي في العراق حيث سيحذر من عدم الذهاب الى الحوار الداخلي على الازمة الموجودة، كما أنه سيجددها بتمس لبنان بحقه في استخراج نفطه وغازه وأن لا عودة عن هذا القرار، لأن هذه الثروة النفطية، تكاد تكون الملاذ الاخير والاوحد لاخراج لبنان من الازمات المالية والاقصادية التي يتخبط فيها.

في مقابل ذلك، فان مصادر سياسية تؤكد أن الابواب لم تؤصد بالكامل بين قصر بعبدا والسراي، وأن هناك مسارب مفتوحة ولو بشكل محدود يمكن النفاد منها لإعادة عقد اجتماع في وقت ليس ببعيد بين الرئيس عون ويأتي في محاولة للوصول الى حل لمعضلة التأليف في ضوء الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية والتي شارك في جزء منها «حزب الله»، من دون أن تحدد هذه المصادر الاتجاهات التي ستذهب اليها هذه الاتصالات أو اللقاء بين الرئيسين إن حصل، مشددة على ان الوضع اللبناني وصل الى مرحلة من الانكماشت على كل الصعد، وبات يحتم حصول شيء ما، وإلا نكون ندفع بالبلد باتجاه الانفجار المحتوم.