كتب أنطوان غطاس صعب في “اللواء”:
بدأت التحركات السياسية ومن مرجعيات روحية تأخذ أشكالاً متعددة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، وفي ظل معلومات عن مواقف نوعية ستصدر الى بيانات من دار الفتوى وربما الى لقاء يحضّر في بكركي في محاولة لجمع القيادات المارونية للتوافق أو التهدئة قبل الانتخابات الرئاسية، وثمة صعوبة في هذه التحضيرات، ولكن هناك مساعي جارية لعلّه يحصل هذا اللقاء الذي يشدّد عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نظراً لأهميته وفي محاولة لتخفيف التوتر بين المرجعيات المسيحية الذي ينعكس على المسيحيين وكذلك على البلد بشكل عام، في ظل مخاوف من بكركي أيضاً على خلفية حصول فراغ رئاسي قد يؤدي الى ما لا يُحمد عقباه إذا استمرت الأمور في شدّ الحبال بين هذه المرجعية وتلك، أو هذه الطائفة وسواها.
من هذا المنطلق، فإن ما يجري اليوم هو محاولة للتهدئة ولكن التصعيد يُسابق الجميع في ظل عدم التوافق الرئاسي داخل الطوائف وعلى المستوى الوطني العام، فثمة معطيات ومعلومات تؤشر الى أن الاتجاه يميل الى تأجيل الانتخابات لأربعة أو خمسة أشهر كي يُصار الى التهدئة والشروع في الاتصالات والمشاورات لانتخاب رئيس توافقي، وهذا ما تسعى إليه بعض المرجعيات على أن يكون هناك توافق واضح مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأن يمون على صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، للالتزام بهذا الاتفاق أي أن يقبل رئيس الجمهورية بأي مرشح سيتم انتخابه.
بمعنى أن أيضاً اتصالات تجري على هذا الصعيد وقد يصار الى تحرك عربي ودولي في الأيام القليلة المقبلة مع توجه أكثر من عاصمة عربية وغربية من إرسال موفديها الى لبنان لاستطلاع الوضع الرئاسي والتشديد على حصول الانتخابات في موعدها وإلّا سيكون هناك مواقف هامة وعقوبات على لبنان أي حجب المساعدات عنه وتحميل من يعطّل الاستحقاق وانتخاب الرئيس كامل المسؤولية.
ويبقى، أنه في هذه الأسابيع المفصلية أن البلد معرّض لكل الاحتمالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وأيضاً حصول المفاجآت في الاستحقاق الرئاسي في ظل هذا السباق المحموم بين المرجعيات السياسية والطائفية، وكل الأمور واردة في ظل هذه الظروف والأوضاع الراهنة.