أشارت مصادر عاملة على ملف الترسيم لـ”الجمهورية”، إلى أنّ إعلان هوكشتاين زيارته الجديدة للبنان أتى بعد اجتماعه مع جهات اخرى، في مقدّمها الفرنسيون، وقد طُلب من الجانب اللبناني استيضاح بعض النقاط تحضيراً لعرض نهائي للاتفاق.
واكّدت المصادر، انّ هذا الملف تحرّك بوتيرة سريعة، والدليل إلى ذلك البيان الذي صدر عن البيت الابيض، أي أعلى سلطة في أميركا، انّ الرئيس جو بايدن اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي لتشجيعه على انهاء الملف وفق المصلحة العليا لأميركا واوروبا، والذي يعطيه الاميركي الأهمية القصوى. لكن في النهاية، تقول المصادر، “ما تقول فول ليصير بالمكيول”.
واضافت: “لبنان قوي ولديه نقاط قوة، وليس من المصادفة ان يذكر الرئيس نبيه بري في كلمته في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر عن أمير البحر هشام فحص، الذي نفّذ عام 1997 عملية على متن مركب في البحر مفجّراً إحدى بوارج العدو في بحر الناقورة. هذا يعني انّ لبنان لن يتنازل ابداً عن موقفه ومطلبه بحقوقه النفطية والبحرية غير القابلة للمساومة”.
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ بعبدا قصدت من إصدار البيان عن اتصال بوصعب بعون، توضيح بعض الروايات والسيناريوهات ودحض المشوه منها وتلك التي تتحدث عن وقائع لا يمكن الوصول إليها، كالقول انّ “اينرجين” هي التي ستتولّى التنقيب في حقل قانا. وانّ كل الترتيبات والتفاهمات متخذة منذ سنوات عدة، وانّ البلوك الرقم 9 هو في عهدة شركة “توتال اينرجين” منذ العام 2017، وهي التي لها الحق وحدها باستئناف المهمة التي تعهّدت بها منذ ان جمّدت أعمال التنقيب في البلوك الرقم 4 في وسط البلوكات اللبنانية قبل 4 سنوات تقريباً.
وأضافت المصادر، انّه سبق لهوكشتاين ان أكّد في آخر لقاء له في بيروت مطلع آب الفائت، انّه مصمم على إنجاح مهمته هذه المرة، ولن يتوقف عن المساعي لإقفال هذا الملف توصلاً إلى انهاء عملية الترسيم لإطلاق ورشة الاستكشاف في لبنان والاستخراج للبيع والاتجار به في وقت قريب حدّه مطلع تشرين الاول المقبل، إن نجحت مساعي الموفد الاميركي وفق البرنامج الذي كشف عنه بعد عودته إلى المنطقة نهاية حزيران الماضي.