جاء في “وكالة أخبار اليوم”:
تابع مراقبون بدقة بالغة كلام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالأمس، ووصفوه بأنه أشبه بـ”حرب إلغاء سياسية” جديدة أطلقها باسيل، إنما لم تقتصر على “القوات اللبنانية” هذه المرة كما فعل الجنرال ميشال عون قبل 32 عاماً، بل شملت أيضاً الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي والطائفة السنيّة بأكملها من خلال محاولة إلغاء موقع رئاسة الحكومة، إضافة الى محاولة إلغاء الدستور في الصميم من خلال إعلانه عدم الاعتراف بحكومة تصريف الأعمال في حال الشغور الرئاسي، إضافة إلى تهجمه الدائم على القضاء الذي كان عُطِّل منذ حوالى سنتين ونصف السنة بقرار من رئيس الجمهورية بعدم توقيع التشكيلات القضائية، من دون أن يوقف للحظة حرب الألغاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه أيضاً في محاولة للسيطرة على أهم موقع مالي في البلد خلال مرحلة ما بعد انتهاء ولاية عون.
ويشرح المراقبون لوكالة “أخبار اليوم” كيف أن باسيل حاول أن يستميل “حزب الله” من خلال عرض خدماته في ضرب الدستور والطائف، والحديث عن “نظام جديد” وذلك في مقابل غض النظر عن هجومه على الرئيس بري، فلم يتردد في التهويل بعدم الاعتراف بحكومة ميقاتي كما لم يعترف العماد عون في العام 1989 بالرئيس الشهيد رينه معوض، في مشهد يتكرّر في كل مرة عشية الدخول في نظام جديد، لكن الفارق أن “الطائف” كان ارتضاه اللبنانيون بمختلف أطيافهم في حين أنهم اليوم يرفضون بالكامل محاولات باسيل إدخالهم في المحظور الدستوري والفراغ والفوضى.
هكذا وازن باسيل بين الهجوم في الداخل المسيحي على “القوات اللبنانية” وبين الهجوم على السُنّة من خلال موقع رئاسة الحكومة فاستثار جميع السُنّة بدءًا بالرئيس ميقاتي وليس انتهاء بتيار المستقبل، إضافة إلى هجومه على رئيس مجلس النواب المتمسّك بـ”الطائف”.
وبالتوازي يقرأ المراقبون هجوم باسيل المستمر على حاكم مصرف لبنان بأنه للإمعان في هدم الهيكل المالي وتحميل سلامة وزر سياسات العهد الفاشلة ومحاولة ابتزاز ميقاتي لعقد صفقة على “رأس” سلامة قبل انتهاء العهد الذي يحتضر في أيامه الأخيرة، لا بل وأيضاً قبل انكشاف فضائح عدّة بدأت تتسرّب في الاعلام عن كل الفبركات التي عمد قياديون في “التيار الوطني الحر” إلى اللجوء إليها في الخارج لإيحاء بان سلامة ملاحق أمام القضاء الأوروبي.
ويجزم المراقبون بأن محاولات باسيل لن يُكتب لها النجاح على كل الأصعدة لأن اللبنانيين بمختلف أطيافهم سئموا السياسيات العونية والباسيلية التدميرية.