كتب قاسم قصير في “أساس ميديا”:
تنشغل دوائر القرار في حزب الله في هذه الأيام بالبحث عن الطريق الأفضل لإنقاذ لبنان من أزماته الراهنة ووضع آليّات عمليّة لآفاق المرحلة المقبلة، من دون أن يلغي ذلك استعدادها للبحث في الاستراتيجية الدفاعية بحسب ما أعلن السيد حسن نصر الله، ومن دون أن يلغي ذلك الجهوزية للبحث في ما يعتبره “حاجة لتطوير النظام السياسي”.
تشير المصادر إلى أنّ قرار قيادة الحزب محسوم ويتكرّر في مواقف السيّد: لا استخراج للغاز من قبل إسرائيل في كلّ حقوله النفطية والغازية في حال لم يبدأ لبنان التنقيب في حقوله.
الحزب يتحسب من إسرائيل
بحسب مصادر قيادية في الحزب فإنه في معركة الترسيم البحري يذهب الحزب وقادته إلى أقصى الحدود في التهديدات والاستعدادات الميدانيّة والمتابعة التفصيليّة للمفاوضات ولتطوّرات التنقيب والاستخراج في حقول الغاز، والعنوان الأساسي لهذه المعركة الضخمة: كيف يمكن للبنان استعادة ثرواته النفطية والغازية واستثمار ذلك في معالجة الأزمة الاقتصادية والماليّة والمعيشية والاجتماعية، ومواجهة الضغوطات الخارجية الهادفة إلى حصار لبنان وشعبه؟
وتشير المصادر إلى أنّ قرار قيادة الحزب محسوم ويتكرّر في مواقف الأمين العامّ السيّد حسن نصر الله: لا استخراج للغاز من قبل العدوّ الصهيوني في كلّ حقوله النفطية والغازية في حال لم يبدأ لبنان التنقيب في حقوله، والمعركة لا تتعلّق فقط بحقلَيْ كاريش وقانا. وقد أنجز الحزب كلّ الاستعدادات الميدانية لخوض هذه الحرب في حال لم تصل المفاوضات إلى نتائج إيجابية في الأيام المقبلة، ولن يقبل الحزب بأيّة شروط إسرائيلية تقيّد تحرّكاته أو تؤدّي إلى تقديم تنازلات ميدانية.
الحزب منفتح على الخيارات الرئاسية
في الشأن الداخلي والمعركة الرئاسية، تؤكّد هذه المصادر أنّ قيادة الحزب منفتحة على كلّ الخيارات الإنقاذية، سواء على صعيد تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس جديد أو سواء في ما يتعلق بقرارات الحكومة والمجلس النيابي المتّصلة بالموازنة ومعالجة الهموم المعيشية وتلبية مطالب موظّفي القطاع العامّ. وكذلك الأمر في الحوار التفصيليّ في ما يرتبط بالمعركة الرئاسية والانفتاح على كلّ الخيارات وأسماء المرشّحين الذين يجمعون بين عنوانين أساسيَّين: طرح مشروع إنقاذي وإصلاحي حقيقي ومتكامل، وتقديم رؤية واقعية وعمليّة للاستراتيجية الدفاعية بما يحفظ قوّة لبنان واستقلاليّته ويحقّق سيادته الحقيقية.
إلا “القوات اللبنانية”
تضيف هذه المصادر أنّ “الحزب لم يطرح حتى الآن أيّ اسم للرئاسة لأنّه مستعدّ لبحث كلّ الأسماء، وهو يتعاطى بإيجابية كاملة مع مبادرة النواب التغييريّين ومستعدّ للحوار في كلّ التفاصيل لاحقاً، ويُجري حوارات معلنة وغير معلنة مع كلّ الأطراف اللبنانية باستثناء القوات اللبنانية، ويتابع الاتّصالات الدولية والإقليمية وحركة السفارات الغربية والعربية، وهو مطّلع على الأجواء التي تُطرَح ومنفتح على كلّ النقاشات السياسية والاقتصادية”.
استعداد لبحث “تطوير النظام”
على صعيد مستقبل لبنان وتطوير نظامه السياسي والاقتصادي تؤكّد هذه المصادر أنّه ” كي لا يُتّهم الحزب بأنّ لديه مطالب معيّنة اليوم، ولتأكيد عدم وجود أيّ قرار بالانقلاب على اتفاق الطائف أو السعي إلى تغييره، لم تطرح قيادة الحزب حتى الآن أيّ مشروع لتعديل الدستور أو تغيير اتفاق الطائف والنظام السياسي القائم اليوم أو أيّة أفكار إصلاحية أو تغييريّة، على الرغم من أنّها تدرك أنّ هذا النظام يواجه أزمات عميقة ووصل إلى حائط مسدود، وأنّه أحد الأسباب الرئيسة للانهيار الحالي، لكن بموازاة ذلك فإنّ الحزب منفتح على أيّ نقاش وحوار إصلاحي مستقبليّ، ومستعدّ للحوار ضمن المؤسّسات الدستورية أو طاولات الحوار الوطني”.
تضيف هذه المصادر أنّه “على الرغم من ارتباط لبنان بأزمات المنطقة والعالم وعدم إمكانية الفصل بين الأزمات أو اتخاذ مواقف حيادية من التطوّرات في المنطقة، فإنّ أولويّة الحزب هي معركة الإنقاذ الحقيقية، لكن إذا كان لا بدّ من الحرب مع إسرائيل لاستعادة الحقوق الغازيّة والنفطية فإنّ الحزب لن يقف مكتوف اليدين وسيخوض الحرب مهما كانت التضحيات والنتائج”.