تابع رئيس الجمهورية ميشال عون التطورات المتعلقة بالملاحظات التي أبداها لبنان في شأن العرض الذي قدمه الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين، في ضوء الاجتماع الذي عُقد أمس الاول في قصر بعبدا في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي واعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية.
وفيما شددت شيا على «ضرورة الإسراع في انجاز الرد اللبناني»، مبديةً اهتمام بلادها بـ«إنجاز هذا الملف في اقرب وقت». أبلغ اليها بوصعب ان الترتيبات اقتربت من نهايتها وان الملاحظات اللبنانية ستكون منجزة في صيغتها النهائية حتى الساعات الأولى من ليل امس.
وبالفعل، تسلّمت السفيرة الأميركية هذه الملاحظات، وسترسلها الى الدوائر المعنية في واشنطن او مباشرة بالوسائط الإلكترونية الى هوكشتاين، الذي بقي طوال الأيام القليلة الماضية على تواصل مباشر مع أكثر من مسؤول لبناني.
وفي السياق، اكد مصدر رسمي رفيع لـ«الجمهورية»، ان «لبنان لم يتنازل عن كوب مياه بعكس ما يُشاع من بعض الاصوات».
وأضاف: «منذ ١٢ عاما ونحن نطالب بحقوقنا وفق خريطة ترسيم أودعناها مجلس الامن الدولي في شكل رسمي وقد حصلنا على هذه الورقة بلا زيادة ولا نقصان، وهذه الورقة اعدّتها اللجنة الفنية في الجيش اللبناني في ذاك الوقت وتحوّلت الى المرسوم الذي حمل الرقم ٦٤٣٣، فلماذا كل هذه المزايدات؟”.
وسأل: «هل كان المطلوب ان تبقى الامور مقفلة ومعقدة؟ ام كان يجب حلها؟ الحل يأتي عبر التفاوض وهذا مفهوم عام ودولي، ونتيجة التفاوض تسوية. هكذا هو مسار الملفات والامور المتنازع عليها في كل انحاء العالم».
وحول تمسك البعض بالخط ٢٩، قال المصدر: «الترسيم مدارس وهذه عملية معقدة فجزيرة «تخليت» الصغيرة تُقاس من جهة العدو بشكل مختلف عن قياسها من جهتنا وفق الاحداثيات، وهناك فارق بين ان تكون مأهولة او نصف مأهولة او غير مأهولة. كما ان تأثيرها على المنطقة الاقتصادية الخالصة محدّد منذ العام ٢٠١٢ وهذا هو التباين في قواعد الترسيم واحتسابه حالياً»…
وختم: «ان كل هذه التفاصيل اصبحت وراءنا والمهم ان الوسيط الاميركي اعطانا ما نريده وما طالبنا به منذ ١٢ عاما في المقترح الذي قدمه لنا هوكشتاين، والذي اصبح بالنسبة الينا بمثابة وثيقة رسمية اعطتنا الحق بالخط ٢٣».
إلى ذلك، شدد مرجع رسمي لـ«الجمهورية»، على انه يجب التعاطي مع هذا المشروع على قاعدة «ما تقول فول ليصير بالمكيول»، لافتاً الى ان المواقف الصادرة عن بعض مسؤولي الكيان الاسرائيلي تدفع نحو التمسّك بالحذر الى ان يتم رسمياً إيداع ورقتي الاتفاق المنفصلتين لدى الامم المتحدة.
وأوضح «انّ لبنان جاهز للاتفاق ولكنه جاهز كذلك لعدم الاتفاق اذا قرر الطرف الاسرائيلي ان يعود إلى التشاطر».