كتبت نجلة حمّود في “الأخبار”:
بعد أقلّ من أسبوعين على ظهور الكوليرا في عكار، ارتفعت صرخة «مستشفى حلبا الحكومي» بسبب العجز عن استقبال المزيد من الحالات المشتبه فيهم. وبنتيجته، أوعزت وزارة الصحة بتحويل المرضى الجدد إلى مستشفيات المنية وطرابلس.
إعلان العجز السريع واكبه تزايد حالات الإصابة بعوارض الكوليرا في بلدات عكار، لا سيما ببنين. وسجلت مصادر طبية ورود نحو مئة إصابة بإسهال إلى «مستوصف الإيمان» في ببنين.
وفي هذا السياق، أعلن مختار ببنين زاهر الكسار، أن «عدوى الكوليرا بدأت تخرج عن السيطرة من مخيمات النازحين السورية والبلدات اللبنانية، بسبب ارتفاع عدد المصابين وعدم تمكن مستشفى حلبا الحكومي من استقبال المرضى». وأكد وجود ثلاث حالات مشتبه فيهم لم يتم إدخالهم إلى المستشفى لـ«عدم وجود أَسرّة».
وناشد الكسار وزير الصحة و«منظمة الصحة العالمية»، و«المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، السعي للتدخل فوراً «لأن لا قدرة للنازحين وللمجتمعات اللبنانية المضيفة على مواجهة هذا التحدي الصحي الخطر والمميت في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية والحياتية الصعبة للغاية».
وفي حديث إلى «الأخبار»، لفت إلى «الحاجة الملحة لتأمين مياه الشرب النظيفة ومياه الاستخدام المنزلي ووسائل التنظيف والمعقمات الضرورية لتعقيم الخضار والفاكهة، لسكان مخيمات النزوح ولبعض الأحياء في عدد من القرى والبلدات اللبنانية المحيطة بها، وتأمين الأدوية والأمصال اللازمة، وإلا فإن الوباء سيدخل كل البيوت».
وأفادت مصادر «مستشفى حلبا الحكومي» بأن «أكثر من 20 حالة موجودة داخل المستشفى وتظهر عليها عوارض الكوليرا»، مؤكدة بأن «القدرة الاستيعابية للمستشفى بلغت ذروتها ويتم نقل بعض المرضى إلى المستشفيات الحكومية في الشمال، وغالبية الحالات تتم معالجتها في طوارئ المستشفى، ولا يتم إدخال إلا الحالات الصعبة جداً».
وتشدد المصادر على أن وضع الكوليرا أصعب بكثير من وباء «كورونا» بسبب «انهيار المريض خلال ساعات وهناك العديد من المرضى يدخلون في غيبوبة خلال ثلاث إلى أربع ساعات من بداية العوارض وهذا الأمر خطير للغاية».