كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
يدخل ملف تأليف الحكومة في مرحلة الفصل سواء سلبا أو إيجابا وما هي إلا أيام أو ساعات قليلة حتى تتظهر خاتمته بعد مواقف ومواقف مضادة لم تخل من الحدة في معظم الأوقات . فالتقلبات التي شهدها هذا الملف لم يكن لها مثيل على الإطلاق، فمرة كان المناخ يميل إلى الإيجابية ومرة أخرى إلى السلبية، وكم من مرة حضرت المراسيم، لكن هذه الفترة بالذات لم تعد تسمح للمناورات وللمزاحيات، فإما أن تقوم حكومة في الأسبوع المقبل أو لا.إنها معركة الربع الساعة الأخيرة لولادة الحكومة أو بقاء حكومة تصريف الأعمال..
ويشهد الأسبوع المقبل حدثين أحدهما مؤكد والثاني مرجح وينتظر اتمام تفاصيل اساسية.
وفي المعلومات ان مساعي التشكيل قائمة وإنه كلما حلت عقدة تبرز أخرى .
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الاتصالات الاخيرة شهدت حركة متسارعة،وقد نقل عن اكثر من فريق لا سيما المقربين من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان الحكومة ستولد قبل نهاية العهد لتتسلم ادارة شؤون البلاد في ظل الشغور الرئاسي المرتقب بعد ان اتضح ان لا امكانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ولفتت المصادر الى ان كل فريق يحمِّل الفريق الآخر مسؤولية عدم تأليف الحكومة. فالتيار الوطني يتهم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعرقلة التأليف وبأنه يناور مستغلا عامل الوقت. في حين ان الرئيس ميقاتي يؤكد امام مقربين له انه لو لم يرغب بتأليف الحكومة لما قدم صيغة وابدى انفتاحه على تعديل حكومي ضمن الحدود المعقولة بالنسبة اليه.
واوضحت أنّ فريق الرئيس ميقاتي يقول ان باسيل مدعوما من رئيس الجمهورية يريد تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين من دون ان يطلع الرئيس ميقاتي على الاسماء مسبقا،فضلا عن انه يرفض منح الثقة لحكومته. وسألت المصادر كيف يمكن ان لا يكون الرئيس ميقاتي على بينة من اسماء الوزراء الذين سيكونون في عداد حكومة يرأسها.وهو شريك دستوري فيها، كما انه لا يجوز ان لا تُمنح حكومته الثقة من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه باسيل.
كما كشفت المصادر عن ان الرئيس ميقاتي يشكو امام المقربين منه عن لجوء باسيل المستمر الى تبديل شروطه تارة بتغيير اسم هذا الوزير او ذاك او برفع سقف شروطه للتحكم بالحكومة الجديدة في ظل الشغور الرئاسي تارة، وكل ذلك بسبب خشيته من عدم استجابة الوزراء الحاليين لمطالبه, وعلم في هذا السياق ان الوزير باسيل يطالب حينا بتبديل وزير الخارجية وحينا آخر بتبديل وزير السياحة وغيرهما.
وافادت بأنّ الرئيس ميقاتي ينظر الى ما يقدم عليه باسيل بشكل مريب ما يعطيه دليلا على ان باسيل يتعمد التعطيل والاطاحة بجهود تأليف الحكومة.
ولفتت المصادر الى أن “الرهان يبقى على ضغط يمارسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا سيما انه اكد مرارا الحاجة الى حكومة جديدة بسبب خشية الحزب من انعكاسات الشغور على الاستقرارين السياسي والأمني”.
واذا كان حدث التأليف غير محسوم في الأسبوع المقبل، فإن حدث مراسم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مؤكد وإن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يحضر من أجل المشاركة في اتمامه نهائيا.