Site icon IMLebanon

كلاس: ماذا لو استبدلنا صورة الرئيس؟

أشار وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس، إلى أن “دلالات ورمزية صورة رئيسِ الدولةِ في وظيفتها ومَعْنَاها ومَبْنَاها”: شغور في الرئاسة، فراغ على الحائط، كي لا نشعر بالإحباط كلَّ موسم انتخاب رئيس للجمهورية، ماذا لَوْ استبدلنا صورة الرئيس بخارطة لبنان”؟

وأضاف عبر “فيسبوك”، اليوم الاحد، “مِنْ تُراثاتِ الحياةِ السياسية ، في وُجوهِهها و أَشكالِها و أَنماطِها ، الديمقراطية والعسكرية والشموليَّة والملكيَّة والديكتاتورية والتوتاليتاريَّة ، أَنْ تُرْفَعَ في مُؤسساتِ الدَوْلةِ الدستورية و الإدارية و مَقارِّ بِعثاتِها الدبلوماسيةِ ، صُورَةُ رئيسِ البلادِ مع خَلْفِيَّةِ عَلَمِ البلَدِ ، طِيلَةَ فَترَةِ رِئاسَتِهِ و عَهْدِهِ ، كَرَمْزٍ لِكَرَامَةِ الوطنِ و دلالَةٍ على هَرَمِيَّةِ السُلطَةِ ، و أَنَّ للدولةِ رَأْسٌ ، بمَعزَلٍ ما إذا كانت السلطةُ التَنفيذيَّةُ مُناطَةٌ بِهِ كاملةً ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ بِمَثَابَةِ مَلَكٍ أبيض لا يملك ، أَوْ رئيسٍ فَخْريٍّ يَرأَسُ و لا يَحكُمُ “.

وتابع: “في لبنان، بلد المتغيّراتِ السياسية والتبدلات الزمنية، تحضر أزمة (تعليق) و (نزع) صورة رئيس الجمهورية، بعد بداية كل عهد وانتهاء الولاية الرئاسية، نتيجة عدم انتخاب رئيس في الفترة الدستورية وما تنتجه من حالات شغور رئاسي، فتحدث أزمة بروتوكولية، تحارُ معها المؤسسات والإدارات بكيفية التعامل مع الواقع المستجد في الوقت الضائع بين رئيس سابق ورئيس لم يُنتَخب بعد “.

وأردف:  “إذا كانت دوائر البروتوكول في القصر الجمهوري تسارع الى رفع صورة ألرئيس عن صفحة الرئاسة في وسائل التواصل وفي أجنحة القصر ودوائره، وإنزال العلم وإغلاق مكتب الرئيس، إعلاناً عن فراغٍ في إشغال القصر من رئيس جديد، فالموضوع البروتوكولي الأكثر إلحاحاً هو إصدار مذكرة ادارية من المرجع المختص بشأن رفع صورة الرئيس من المقرات والادارات العامة، تماماً مثل المذكرة التي تصدر برفع صورة الرئيس للجمهورية عند انتخاب رئيس جديد. ولبنان يشهد حالات متكررة للفراغ على مستوى الرئاسة الاولى، فإن المطلوب هو الإسراع بوضع آلية ادارية وبروتوكولية برفع صورة الرئيس المنتهية ولايته وفق مراسم تحفظ كرامة الرمز وشرف الشخص.

وأوضح، أنه “غير أن صورة الرئيس أوْ رَأْسِ الدَوْلة في دول العالم الثالث، لَها مسار ومفهوم مختلف عن غيرها من بقية الدول والمجتمعات والانظمة السياسية، إذ تَتَبَدُّلُ المفاهيم ويكون لكل صورة ظلها وابعادها ورمزيتها، وصولاً الى مرتبة القدسية في بعض المجتمعات ذات التبعية الإِنقِيَادِيَّةِ والإسْتِسْلامِيَّة”.

وأشار إلى أن “الحَيَاةُ السِيَاسيَّةُ لها سُلوكاتُها وطُقُوسِيَاتُها وتقاليدُها وأَعَرافُها وتَقَاليدُها والمَرَاسِمُ الخاَصَّةُ بِها. ومِنْ هذهِ التقليدِيَّاتِ والبروتوكولاتِ، رَفْعُ صورةِ رَئيس الدولةِ في المَقرَّاتِ والمُؤَسَّساتِ الرسميَّةِ داخلَ الوطنِ وخارِجَه. وبما أَنَّ السُلُوكَاتِ الشعبية الرَفْضِيَّةِ للجَمَاعَاتِ السياسيَةِ، غَالبَاً ما تَتَّخِذُ شَكْلَ إِحْتِجَاجَاتٍ إعْتِراضِيَّةٍ مَيدانِيَّةٍ، تُتَرْجَمُ مِن خِلالِ حَقِّ المُمَارَسَةِ الديمقراطيَّةِ، أَوْ إِستِعْراضِ فَائِضِ القُوَّةِ السِيَاسيَّةِ أوْ التَخْريبِيَّةِ لدى بعضِ الجِِهَاتِ أَو الأفرادِ المُنَدَفعينَ عَفْواً أَوْ تَنْظيماً للإِعتِراضِ، مُتَسَلِّحينَ بِمَبْدأ حُريَّةِ الرأي والتعبير”.

ولفت إلى أنه “من المُفيدِ كَحالَةٍ تَجريبيَّة، إقتراحُ إِستبدالِ صُورَةِ رئيسِ الدولةِ في هذهِ الأنماطِ ولمجموعاتِ السياسية بعَلمِ البلَدِ مُظَلِّلاً الخَارِطَةِ الجُغرافيةِ…لا أكثرَ ولا أَقَلَ من دونِ أَيِّ إضافاتٍ. وذلكَ مَنْعاً لِتَعريضِ شَخْصِ الرئيس لإِعتداءاتٍ مَعنَوِيَّةٍ يَشعُرُ معها كُلُّ مواطِنٍ أَنَّ كرامَتَهُ مُسَّتْ. وليسَ في ذلكَ أَيُّ إِنتقاصٍ منِ سِيادِيَّةِ رئيس البلادِ أَوُ مَسٍّ بِرَمزِيَّةِ مَقَامِهِ التمثيلي والدستوري، بل هي مُجَرَّدُ فِكرَةٍ لِمَنْعِ فَتائِلِ الفِتَنِ الرخيصةِ مِنَ الإشتعال في ظُروفِ هذا الزَمَنِ الضائِعِ من عُمْرِ الوطنِ، الذي لَمْ يَبدأْ تاريخُهُ بصورة زعيم، ولَنْ تُسْدَلَ السِتَارةُ عليه إذا ما تمّ إستبدالُ صورة الرئيس بصورةِ الوطن (عَلَماً وخارِطةً)!

وختم: “يتم اتباع مراسم خاصة مشفوعة بمذكرة ادارية لرفع صورة رئيس الجمهورية غير المقرات و المؤسسات الرسمية و البعثات الدبلوماسية و الدوائر الرسمية عند انتخاب رئيس جديد، يجب اصدار مذكرة مماثلة لرفع الصورة مع انتهاء الولاية و ابدالها بصورة الرئيس الجديد، و في الحالات الاستثنائية التي تتكرر في لبنان، فإن الحل هو رفع الصورة (الوطن) كي لا نشعر بشغور في الرئاسة وفراغ على الحائط”.