Site icon IMLebanon

10 أيام على الشغور الرئاسي.. والجلسة بلا دخان أبيض

كتب احمد زين الدين  في “اللواء”:

بين أقصر شغور رئاسي استمر ليومين في أيلول 1952، وأطوله في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار 2014، حيث استمر شغور الكرسي الأولى في الجمهورية اللبنانية 888 يوما، وبعد 45 جلسة انتخابية لمجلس النواب، لم تسفر عن شيء، لتكون الجلسة السادسة والأربعين في 31 تشرين الأول 2016، خاتمة تلك المرحلة بانتخاب الرئيس ميشال عون، وقد استمرت الجلسة الانتخابية أكثر من ساعتين، تخللها أربع دورات انتخابية، انتهت بفوز الرئيس عون بأكثرية 83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء، و7 أوراق ملغاة وورقة بإسم ستريدا طوق جعجع.

فهل سيطول الشغور الرئاسي هذه المرة؟ وهل يكون أقل أو أكثر من مدد الفراغات الخمس السابقة والتي كانت على النحو الآتي:
في 21 أيلول 1952 استقال الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري في منتصف ولايته المجددة عام 1946 مسلّما الحكم لحكومة ثلاثية برئاسة قائد الجيش اللبناني في حينه اللواء فؤاد شهاب حيث أدارت البلاد لمدة يومين أي حتى 23 أيلول.

وكان الشغور الرئاسي الثاني في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل الذي غادر القصر الجمهوري في 23 أيلول 1988 مسلّما الحكم الى فخامة الفراغ. الذي استمر 409 أيام، حيث عقد مجلس النواب جلسة في الخامس من تشرين الثاني 1989 (أي بعد اتفاق الطائف)، في مطار القليعات في الشمال استمرت ساعة وربع الساعة، فانتخب في الجلسة السيد حسين الحسيني رئيسا لمجلس النواب بأكثرية 52 صوتا ووجدت 5 أوراق بيضاء، كما انتخب النائب البير مخيبر الذي كان غائبا عن الجلسة نائبا لرئيس المجلس بأكثرية 53 صوتا ووجدت أربع أوراق بيضاء وورقة ملغاة. وفي الجلسة الثانية، أقرّت «وثيقة الوفاق الوطني» التي أُقرّت في الطائف. ثم كانت الجلسة الثالثة المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، فأعلن النائب مخايل الضاهر انه غير مرشح، فيما استمر النواب: رينيه معوض وجورج سعادة وإلياس الهراوي بالترشيح فنال معوض 35 صوتا، وسعادة 16 صوتا و5 للهراوي، فجرت على الأثر دورة انتخاب ثانية، أعلن خلالها سعادة والهراوي انسحابهما، وفاز الرئيس معوض بأكثرية 62 صوتا ووجدت ست أوراق بيضاء. علما انه قد غاب عن هذه الجلسة النواب: ريمون إده، اميل روحانا صقر، جبران طوق، بيار دكاش، فؤاد الطحيني، راشد الخوري، سالم عبد النور، جوزيف سكاف، موريس فاضل، البير مخيبر، ارا يروانيان، عبده عويدات، عبد المجيد الرافعي، وكامل الأسعد.

لقد استشهد الرئيس معوض بعد 17 يوما من انتخابه وتحديدا في 22 تشرين الثاني 1989. وهنا كان الشغور الرئاسي الثالث الذي استمر يومين وانتهى بانتخاب الرئيس إلياس الهراوي في بارك أوتيل شتورة مساء يوم 24 تشرين الثاني، بأكثرية 47 صوتا في الدورة الثانية، بعد أن كان قد نال في الدورة الأولى 46 من أصل 51 نائبا حضروا تلك الجلسة.

أما الشغور الرئاسي الرابع فكان بعد انتهاء عهد الرئيس إميل لحود في 23 تشرين الثاني 2007 من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد، والذي انتهى الأحد في 25 أيار 2008 بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان (أي بعد 156 يوما).

الشغور الرئاسي الخامس كان في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان الذي انتهى عهده في 24 أيار 2014 بفراغ رئاسي حتى 31 تشرين الأول 2016 (أي 888 يوما).
الشغور الرئاسي السادس بدأ مع نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول الماضي، وهو يدخل اليوم في يومه العاشر من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر جدّية للخلاص من الشغور الرئاسي، علما أن هناك اليوم جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، ستكون على نمط الجلسات الأربع التي سبقتها، وعلى نحو الجلسات الـ45 التي سبقت الجلسة التي انتخب فيها عون. وفي الخلاصة العامة، فإن عدد أيام الشغور الرئاسي التي عرفها لبنان بلغ مجموعها 1467 يوما (أي أكثر من أربع سنوات).