Site icon IMLebanon

بري – باسيل.. والعلاقة المستجدة!

كتبت مرلين وهبة في “الجمهورية”:

لا شك في انّ حركة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الاخيرة أحدثت إرباكاً في المشهد السياسي الداخلي. فبمقدار ما أحدث التسريب الباريسي بلبلة في صفوف المناصرين، أحدث التسريب عن زيارة باسيل لعين التينة التباساً وإرباكاً اكبر في صفوف الطرفين، بل في صفوف كافة الاطراف مواليةً ومعارِضة.

من تابع حوار الأمس الاول المتلفز مع النائب علي حسن خليل، لتأكّد من صحة المعلومات عن علاقة متجدّدة ومستجدة بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، وتحديداً بين الرئيس نبيه بري وباسيل! فعلى الرغم من محاولات الإعلامي المحاور لاستدراج خليل إلى مهاجمة باسيل، مذكّراً إيّاه بالعبارات النابية التي كان الاخير وجّهها سابقاً إلى بري، إلّا انّ خليل بقي متماسكاً مهادناً، كاشفاً من وحي الحوار عن آفاق جديدة لعلاقة مسالمة حوارية، اتفق عليها بري وباسيل خلال لقائهما الأخير في عين التينة، وذلك على الرغم من كل التكهنات والتحليلات والتسريبات التي روّجت عكس ذلك، وخصوصاً تلك التي اعتبرت انّ باسيل «تسلّل» إلى عين التينة «خلسة» ومن دون علم «حزب الله»، وذلك بغية دق إسفين بين طرفي «الثنائي الشيعي».

حسب المعلومات الموثوقة، انّ اللقاء، وبعكس ما تمّ تداوله، حصل بعلم «الحزب». وأكّدت انّ اللقاء تمّ مصادفة عندما غادر باسيل إلى قطر والتقى بكريمة رئيس مجلس النواب القائمة بأعمال سفارة لبنان في قطر فرح بري التي حضّرت لهذا اللقاء، أي ليس صحيحاً ما قيل عن موعد مسبق طلبه باسيل لزيارة عين التينة. هذا من حيث الشكل، اما من حيث المضمون، فتؤكّد المعطيات والمعلومات، انّ اللقاء كان ايجابياً ودام نحو ساعتين، استرجع خلاله الطرفان بعض اسباب الخلاف، واتفقا على قلب الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة. كذلك ساد اللقاء جو من المزاح والضحك. إذ استذكر باسيل بعض العبارات التي قيلت في حق بري، معتبراً أنّها كانت لمرة واحدة، الامر الذي أضحك بري…

المعلومات ايضاً تقول، إنّ بعض المحيطين ببري عارضوا في الخفاء الاتفاق الذي تمّ بينه وبين باسيل، لأنّه يضرّ بهم شخصياً، وهو ليس لمصلحتهم. الّا انّ الواقع لم يمنع بري من المضي في الاتفاق المستجد والمتجدّد، القائم على مدّ الجسور باعتراف الطرفين. فبري يبقى الممر الإلزامي لأي حلول في لبنان، وإقرار التيار بأنّه منفتح على كل الجهات، وإقرار الطرفين على أنّ انتخاب رئيس الجمهورية لن يتمّ من جانب طرف واحد، بمعنى انّ أي فريق لن يستطيع ان يأتي وحده برئيس للجمهورية، ولا حتى التحالف مع فريق آخر قادر ايضاً على الإتيان بهذا الرئيس، بل انّ الطرفين أقرّا بأنّ الوصول الى رئيس يحتاج إلى اتفاق بين جميع الاطراف.

وتفيد المعلومات، انّه تمّ الاتفاق ايضاً على آلية بدأ العمل بها (وهذا ما ظهر من خلال التصريحات الاخيرة لبعض اعضاء كتلة «التنمية والتحرير»)، وغايتها تحقيق أهداف عدة، من بينها أمر اساسي حالياً هو انتخابات الرئاسة اللبنانية.

وتؤكّد هذه المعلومات، انّ كل التسريبات التي تحدثت عن أجواء سلبية هي معلومات مغلوطة، بدليل انّ التواصل مستمر بين بري وباسيل، ولم يتأثر «بالتسريب الفرنسي» الذي قيل إنّه أعاد الاتفاق الى نقطة الصفر، بل انّ التواصل استمر بين الرجلين بعده، وكأنّ شيئاً لم يكن، وكذلك المهادنة استمرت ولم تتأثر بتداعياته.

وتكشف مصادر موثوقة، انّ الجهة التي تروّج لفشل الاتفاق بين بري ـ باسيل هي الجهة المتضرّرة شخصياً منه. ولم توضح هذه المصادر نوع الضرر، بل اشارت إلى انّ تلك الجهات قريبة من عين التينة. فيما اكّدت المعلومات انّ الرجلين اتفقا على انّ اللقاء الذي جمعهما لن يكون الاخير بينهما. اما بالنسبة لباسيل، فتشير المعلومات إلى انّ هذا اللقاء لن يكون الاخير لا مع بري ولا مع بقية الاطراف. ولمّحت إلى لقاء مرتقب وقريب جداً بين الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله وباسيل.

وتؤّكد اوساط بري، انّ ما تمّ الاتفاق عليه هو التواصل وضرورة استكماله، وانّ الطرفين اتفقا على انّ الحوار هو الأساس لاستمرار ذلك التواصل. وتضيف: «تمّ الاتفاق على ضرورة التواصل لاستكمال ما تمّ البحث فيه من اجل الوصول الى نتائج. والحوار هو باب الخلاص، وهذه هي العناوين الأساسية للقاء بري – باسيل قبل التسريب الفرنسي وبعده»…

اما بالنسبة إلى تداعيات التسريب فتقول تلك الاوساط: «نحن لا نقف عند هفوات البعض اياً تكن، ولم ندخل في أي سجالات ولن ندخل في أي تجاذبات في هذه المرحلة، على الرغم من انّه قد تضطرنا بعض المواقف إلى الردّ عليها لا اكثر ولا اقل. وهذه هي حدودها».