كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
يستمر التعادل السلبي في مباريات «المونديال الرئاسي» التي تُلعب كل خميس على أرض مجلس النواب، في انتظار ان تكتمل التمريرات المقطوعة بين الناخبين الكبار، تمهيداً لتسجيل الهدف المنتظر في مرمى الفراغ.
حتى ذلك الحين، يعتبر مرجع سياسي، انّ الناخب الأساسي في الاستحقاق الرئاسي على المستوى الداخلي هو «حزب الله»، «ولذلك علينا أن ننتظر ما الذي سيفعله ومتى سيملأ الورقة البيضاء بالإسم المناسب».
ويلفت المرجع إياه، الى انّ الحزب يقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية او ثابتة حرصه على علاقته مع حليفيه المسيحيين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، «وبالتالي هو لا يريد أن يضّحي بأحدهما لحساب الآخر، او ان يوضع في موضع الاختيار بينهما، بل يحاول ان يخرج من اختبار انتخابات رئاسة الجمهورية بأقل الأضرار الممكنة في تحالفاته».
وانطلاقاً من هذه المعادلة، يتوقع المرجع ان يستمر الحزب حتى إشعار آخر، في بذل اقصى طاقته للتوفيق رئاسياً بين فرنجية وباسيل وجمعهما تحت سقف المصلحة المشتركة للخط الاستراتيجي الواحد، على رغم انّ هذه المهمة ازدادت صعوبة وتعقيداً بعد الهجوم العنيف الذي شنّه باسيل على فرنجية من باريس، وأصابت شظاياه المتطايرة «الثنائي».
وإذا تعذّر تطبيق هذا السيناريو، واستنفد الحزب الوقت والجهد من دون أن يتمكن من تسهيل وصول فرنجية الى قصر بعبدا، فإنّ المرجع يرجح في مثل هذه الحالة ان يلجأ الحزب إلى محاولة إنتاج «الطفل الأنبوب» أو «الرئيس الأنبوب» عبر التلقيح السياسي الاصطناعي الذي يأتي بمولود رئاسي مقبول منه وموثوق استراتيجياً، وإن لم يكن مشتقاً من نسيج «التيار الحر» او «المردة».
ولكن الأكيد حتى الآن، انّه لا يزال مبكراً بالنسبة إلى قيادة الحزب البحث في خيار بديل عن فرنجية، وهي التي تعرف بأنّ المعركة الرئاسية تحتاج إلى نَفَس طويل وتمرّ في مراحل متقلبة قبل أن ترسو على نتيجة حاسمة.
وإذا كان هناك من وضع زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إلى قائد الجيش العماد جوزف عون ضمن سياق الاستحقاق الرئاسي، فإنّ العارفين يجزمون بأن لا علاقة لها بهذا الاستحقاق.
ويوضح المطلعون، انّ صفا لم يبحث بتاتاً مع عون في موقف الحزب من احتمال ان يكون اسمه مطروحاً لتولّي الرئاسة.
ويكشف هؤلاء، انّ الغاية الأساسية من اللقاء تمثلت في إزالة أي التباسات ربما تكون قد ترتبت على تفسيرات معينة أُعطيت للخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله في ذكرى «يوم الشهيد»، لاسيما في الشق المتعلق بالجيش، والذي اعتبره البعض موجّهاً ضد العماد عون، وتحديداً عندما شدّد السيد نصرالله على أنّ المطلوب هو رئيس «ليس إذا صرخوا عليه في السفارة الأميركية أو الخارجية الأميركية أو القيادة الأميركية الوسطى فضلاً عن الذين أعلى منهم، يبدأ بالرجف والخوف».
واكّد صفا لعون، أنّ هذا الجزء من الخطاب لم يكن يستهدفه او يقصده شخصياً، مشيراً الى انّ قيادة الحزب حريصة على استمرار العلاقة الجيدة مع المؤسسة العسكرية وهي تثق فيها، كما شرح الأمين العام في الخطاب بقوله: «انّ الأميركيين يدعمون الجيش اللبناني لأنّهم يعتبرونه مؤهلاً لمواجهة المقاومة والقضاء عليها، وطبعاً الجيش قيادةً وضباطاً ورتباء وجنوداً يرفضون هذه الفكرة وهذا الموقف بالمطلق حالياً وسابقاً، نحن ليس لدينا أي شكوك أو اوهام في هذا الموضوع».
ويلفت العارفون، الى أنّ «حرص الحزب على العلاقة الوطيدة مع الجيش شيء وحسابات انتخابات رئاسة الجمهورية شيء آخر، ولذلك لم يحصل خلال لقاء صفا – عون اي تداول في الملف الرئاسي، وبعد الاجتماع كما قبله، لا يزال سليمان فرنجية المرشح الوحيد الذي يدعمه الحزب، وليس هناك اسم آخر لديه حالياً».