جاء في “اللواء”:
اعتبرت مصادر ديبلوماسية، أن تعويل البعض في الداخل على التحركات والجهود التي تقوم بها الدول الفاعلة بالملف اللبناني وتحديدا، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، لتسريع انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية، هو مبالغ فيه، ويعطى أكثر من حجمه، لان بالمبدأ هذه الدول تقف دائما الى جانب لبنان، وتحث اللبنانيين على القيام بما هو مطلوب منهم اولا،قبل طلب المساعدة من الخارج، لانه لا يمكن للخارج الحلول مكان اللبنانيين.
واشارت إلى ان الملف اللبناني حاضر باستمرار في اللقاءات والمناسبات الإقليمية والدولية بمواقف وبيانات تعكس سياسية وثوابت هذه الدول من الملف اللبناني، مؤكدة ان موضوع لبنان سيكون حاضرا من ضمن المواضيع التي سيبحثها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس الاميركي جو بايدن في واشنطن، ولكنها استبعدت ان يكون ملفا رئيسيا ومهما، او ان يصدر بخصوصه موقف حاسم، ولكنه من باب تحصيل حاصل، وللاشارة الى استمرار الاهتمام الاميركي الفرنسي بالوضع اللبناني.
وفي ما خص زيارة وفد الكونغرس الاميركي الى لبنان، رأت المصادر ان هذه الزيارة تأتي من ضمن الزيارات الروتينية لوفود من الكونغرس الى لبنان من وقت لاخر، لتأكيد عمق العلاقات بين البلدين واهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالوضع اللبناني، الا ان هذه الزيارة لا تخرج عن اطار هذه الزيارات ولا تحمل معها اي معاني اوابعاد مغايرة، ولكنه تزامنها مع موعد الانتخابات الرئاسية بلبنان، يمكن للبعض اعطاءها ابعادا بغير محلها.
اما فيما خص الزيارتين التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكل من الدوحة وباريس في وقت واحد، فكشفت المصادر الديبلوماسية عن ان الهدف الاساس هو الطلب من بعض المسؤولين القطريين بالتنسيق مع المسؤولين الفرنسيين للتوسط مع الإدارة الاميركية لرفع العقوبات المفروضة على باسيل منذ مدة انطلاقا من العلاقة الجيدة التي تربط بين البلدين مع الولايات المتحدة الأميركية لعل مثل هذه الوساطة بحال نجاحها قريبا، تفسح بالمجال امام رئيس التيار الوطني الحر للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، بدون أثقال وتبعات العقوبات الاميركية المفروضة عليه. ومن هنا تربط المصادر، بين التعطيل المتعمد لانتخابات رئاسة الجمهورية من قبل حزب الله وحلفائه، ومن ضمنهم التيار العوني لاتاحة مزيد من الوقت ليكون باسيل مرشحا من بين المرشحين المتسابقين للرئاسة الاولى.
اما الهدف الاخر، استنادا لهذه المصادر، فيتعلق بعلاقة باسيل ومساهمته ببعض الشركات وملفات نفطية لها علاقة بالشركات التي تتولى عمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز بموجب اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.