كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ الصغار ليسوا وحدهم الذين ينتظرون عيد البربارة من عامٍ لآخر بفارغ الصبر، إنما أيضاً الكبار وخصوصاً عُشّاق الحلويات. فرُغم علم الجميع بكمية السعرات الحرارية الهائلة التي تحتويها، إلّا أنّ من الصعب جداً مقاومة المذاق اللذيذ للقمح، والقطايف، والمعكرون، والعوّامات.
قبل الاحتفال بعيد البربارة والانغماس في الضيافات الشهيّة، لا بدّ أولاً من الاطّلاع على أبرز الحقائق الغذائية والصحّية التي كشفتها اختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ”الجمهورية”:
– القمح
تحتوي هذه الحبوب الصحّية على عناصر غذائية مهمّة جداً خصوصاً الكالسيوم الضروري لعظام وأسنان قويّة، والماغنيزيوم الأساسي لعضلات القلب، والبوتاسيوم الذي يحافظ على توازن السوائل في الجسم، والفوسفور المطلوب لحماية العظام والأسنان، والحديد الذي يحارب الأنيميا، والزنك المهمّ للمناعة. كذلك يتميّز القمح بغناه بالألياف التي تدعم الجهاز الهضمي، وتحارب الإمساك، وتسهّل حركة الأمعاء، وتضمن الشبع لمدّة طويلة. فضلاً عن أنّه يخفّض الكولسترول السيّئ في الدم ويمنع امتصاصه. إنّ كل 100 غ من القمح المطبوخ تحتوي على نحو 80 كالوري، لترتفع تدريجاً عند إضافة إليه السكّر والمكسّرات.
وبالنسبة إلى هذه الأخيرة، فهي ضرورية جداً في النظام الغذائي لاستمداد منافعها الصحّية المُثبتة علمياً. على سبيل المثال، يحتوي الزبيب على كمية عالية من الألياف والحديد ومضادات الأكسدة، كما أنّه يحارب فقر الدم. غير أنّ كل ملعقتين كبيرتين منه تساويان حصّة فاكهة، أي 60 كالوري، لذلك يجب الاعتدال في كمية المكسّرات مهما كان نوعها لكثرة سعراتها الحرارية.
– القطايف
سواء كانت محشوّة بالجوز أو القشطة، إنّها مليئة بالوحدات الحرارية التي تختلف حسب سماكة العجينة، وطريقة تحضيرها، أي سواء كانت مقلية أو نيئة، وكمية القطر المُضاف إليها. إنّ كل قطعة قطايف نيئة متوسطة الحجم تحتوي على ما بين 160 إلى 200 كالوري، أمّا نظيرتها المقليّة فتتضمّن ما بين 300 إلى 450 كالوري، خصوصاً إذا كانت محشوّة بالقشطة. وصحيحٌ أنّ هذه الأخيرة غنيّة بالكالسيوم لأنّها مصنوعة من الحليب، ولكنها تُعتبر مليئة بالدهون المشبّعة المضرّة التي ترفع مستويات الكولسترول والتريغليسريد. يُنصح إذاً بالتركيز على القطايف النيئة المحشوّة بالجوز المفيد جداً لوظائف القلب والدماغ، وعند الرغبة في تناول القشطة يُستحسن تحضيرها في المنزل بالحليب قليل الدسم.
– المعكرون والعوّامات
رغم حبّاتها الصغيرة، إلّا أنّها منجمٌ من السعرات الحرارية. وبما أنّها تكون مقليّة، فهي غنيّة بالدهون المشبّعة والزيوت، ويُضاف إليها القطر المركّز بالسكّر الذي يرفع الإنسولين ويضرّ خصوصاً مرضى السكّري. تحتوي كل حبّة عوّامة على نحو 60 كالوري، وحبّة معكرون على ما بين 70 إلى 140 كالوري حسب الحجم. يُستحسن تفاديها أو تحضيرها مشويّة، واستبدال السكّر بالمُحلّي الصناعي الخالي من الأسبرتام.
– السكاكر على أنواعها
من الشائع تحضير أكياس معبّأة بالسكاكر على أنواعها لتقديمها إلى الأولاد خلال زياراتهم إلى المنازل بملابسهم التنكّرية. غير أنّ المصّاصات، والـ”Marshmallows”، والـ”Gummy Bears”، والسكاكر الصلبة… كلها غنيّة بالدهون والسكّر السريع، وقد وصفها العلماء بـ”المخدّرات” التي يتمّ الإدمان عليها، لأنّها ترفع معدل الإنسولين سريعاً فيتمّ الشعور بالراحة والسعادة، ليعود ويهبط فيُحفّز الرغبة في الحصول عليها مجدداً. ناهيك عن أنّ السكّريات مليئة بالملوّنات التي ثبُت أخيراً أنّها تؤثر سلباً في صحّة الأولاد، وقد تكون سبباً في معاناتهم فرط الحركة. ليس المطلوب حرمان الصغار كلّياً منها، إنما الانتباه إلى الكمية التي يتمّ تقديمها لهم، خصوصاً أنّها غنيّة بالسعرات الحرارية، وغالباً ما يتمّ تناول حبّات عديدة منها دُفعة واحدة ليصل مجموعها إلى 200 كالوري. على سبيل المثال، تحتوي كل مصّاصة على ما بين 30 إلى 40 كالوري، وحبّة الـ”Bonbon” نحو 20 إلى 30 كالوري، وإذا كانت خالية من السكّر 7 إلى 10 كالوري تقريباً، والـ”Gummy Bear” صغيرة الحجم ما بين 10 إلى 15 كالوري، والسكاكر المحشوّة بالشوكولا ما بين 50 إلى 60 كالوري. يُفضّل إذاً استبدالها بالشوكولا الأسود الغنيّ بالكاكاو المضاد للأكسدة، والمليئ بالمنافع الصحّية والغذائية.