جاء في “الجمهورية”:
كما بات واضحاً، فقد شكّل انعقاد مجلس الوزراء أمس عنوانا خلافيا حاداً، كان من نتائجه السريعة، ليس فقط منطق كسر العظم القائم الذي يحكم العلاقة بين “التيار الوطني الحر” ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بل الارتجاج السريع في العلاقات السياسية وخصوصاً بين مَن يُصنّفون في خانة الحلفاء.
وبحسب مصادر مواكبة لهذا الاشتباك، فإنّ “التيار الوطني الحر” مستفزّ من انعقاد الجلسة، ويقارب مشاركة بعض الوزراء فيها بغضب واضح، متّهماً رئيس حكومة تصريف الاعمال بالضغط الشخصي على بعض الوزراء اضافة الى تسجيل مآخذ قاسية على مشاركة من يفترض انهم حلفاؤه، وتحديداً على «حزب الله»، الذي جاءت مشاركة وزرائه في الحكومة مناقضة لتوجّه التيار». حيث أعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية «أننا لم نتصل ولن نتصل بأحد وجئنا إلى الجلسة بسبب وجع الناس»، فيما اكد وزير العمل مصطفى بيرم «أننا نحترم مَن حَضر ومَن غاب، والأصل كان احترام الدستور «هالقَد حَجمها» وندعو إلى الحوار لحل كل الأمور».
وبَدا جلياً انّ مشاركة وزراء الحزب أحدثت تصدعات ما بين التيار و«حزب الله». ولفت في هذا السياق ما قاله عضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون: نقول للجميع: الرسالة وصلت من حلفائنا بالعربي المشبرَح، وهذا أمر يحتّم علينا اعادة النظر بهذه التحالفات، في حين أن «القوات اللبنانية» اتخذت موقفا مماثلا لموقفنا رغم الخلاف القائم بيننا»… مضيفاً «انّ مشاركة وزيرَي «المردة» تقطع الطريق على إمكانية الوصول الى اتفاق مع هذا الفريق، و«كيف بعد بدّي إقنع جمهوري بهَيك اتفاق»؟
كما لفت ما قاله ايضا عضو التكتل النائب أسعد درغام: «الثنائي الشيعي يُعطّل جلسات انتخاب الرئيس ويُراهن على تعبنا من أجل التفاوض على مرشحه سليمان فرنجية، وأقول له من باب النصيحة ان هذا الامر يزيد من النقمة المسيحية عليه». مضيفاً انّ «الثنائي الشيعي يريد الضغط على حلفائه لإيصال مرشحه سليمان فرنجية عبر الذهاب لانعقاد جلسة مجلس وزراء للايحاء بأنّ البلد يسير بشكل طبيعي بالرغم من شغور الموقع الرئاسي».